قوله تعالى : ( سبح اسم ربك الاعلى ) إلى آخرها .
أي/ عظم يا محمد اسم ربك . وقيل : معناه عظم ربك الأعلى {[75025]} . وكان بعضهم إذا قرأ ذلك قال : سبحان ربي الأعلى {[75026]} . وقد رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم {[75027]} .
وكذلك روى السدي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه {[75028]} .
وقيل معناه : نزه يا محمد ربك أن تسمي به شيئا سواه كما فعل المشركون من تسميتم آلهتهم باللات والعزى, جعلوا العزى مشتقة من العزيز واللات من الله {[75029]} .
وقيل : معناه : نزهه {[75030]} عما يقول فيه {[75031]} المشركون كما قال : ( ولا تسبوا الذين يشعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) {[75032]} .
وقيل معناه : نزه –يا محمد- تسميتك {[75033]} ربك الأعلى ، وذكرك إياه أن تذكره إلا وأنت خاضع متذلل {[75034]} . قالوا : فالاسم هنا موضوع {[75035]} في موضع التسمية . فوضع الاسم مكان المصدر {[75036]} .
وقيل معناه : [ صل ] {[75037]} بذكر ربك الأعلى ، أي صل [ وأنت له ذاكر ] {[75038]} .
وقي معناه : صل {[75039]} يا محمد لربك {[75040]} .
وقيل معناه : عظم اسم ربك ونزهه عن أن تنسبه إلى ما نسبه إليه المشركون {[75041]} .
وهذا مما يدل على أن الاسم هو المسمى ، لأن معناه سبح الله ، وليس يجوز " سبحان " اسم الله ، ولا سبحان اسم الرب ، فدل {[75042]} على أن معنى ( سبح اسم ربك ) سبح ربك {[75043]} .
وقوله ( الأعلى ) أي : القاهر لك شيء العالي عليه .
قال عقبة بن عامر : لما نزلت : ( سبح اسم ربك الاعلى ) قال لنا رسول صلى الله عليه وسلم : ط اجعلوها في سجودكم " . ولما {[75044]} نزلت ( فسبح باسم ربك العظيم ) {[75045]} قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في ركوعكم " {[75046]} .
قال الفراء : سبح اسم ربك " وسبح باسم ربك ) كل صواب {[75047]} . كأنه جعله مما يتعدى بحرف ويغير حرف ، ككلتك وكلت لك ، ولا يحسن أن تقدره {[75048]} ما يتعدى بحرف ثم حذفه إذ لا يجوز : مررت زيدا {[75049]} ( على مررت بزيد ) إلا في شعر شاذ . وهذا مما يستدل به على أن الاسم هو المسمى ، لأنه تعالى لم يأمر نبيه أن يعبد {[75050]} ( ويسبح ) {[75051]} ويصلي لغيره .
فمعنى : ( سبح اسم ربك ) {[75052]} : [ سبح ربك ] ، فلاسم هو المسمى ، ولو كان غيره لكانت العبادة لغير الرب [ سبحانه ] {[75053]} ، والتسبيح لغيره- [ جلت عظمته ] {[75054]} وليس يريد بالاسم ها هنا التسمية ، لأنه لا اختلاف [ في ] {[75055]} أن التسمية غير/ المسمى ، وهذا باب يحتاج إلى بيان وشرح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.