التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعۡدُ بِٱلدِّينِ} (7)

{ فما يكذبك بعد بالدين } فيه قولان :

أحدهما : أنه خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والدين شريعته ، والمعنى : أي شيء يكذبك بالدين بعد هذه الدلائل التي تشهد بصحة نبوتك ؟

والآخر : أنه خطاب للإنسان الكافر ، والدين على هذا الشريعة أو الجزاء الأخروي ، ومعنى يكذبك على هذا يجعلك كاذبا ؛ لأن من أنكر الحق فهو كاذب ، والمعنى : أي شيء يجعلك كاذبا بسبب كفرك بالدين بعد أن علمت أن الله خلقك في أحسن تقويم ثم ردك أسفل سافلين ؟ ولا شك أنه يقدر على بعثك كما قدر على هذا ، فلأي شيء تكذب بالبعث والجزاء ؟