فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعۡدُ بِٱلدِّينِ} (7)

{ فما يكذبك بعد بالدين } الخطاب للإنسان الكافر ، والاستفهام للتقريع والتوبيخ ولإلزام الحجة ، أي إذا عرفت أيها الإنسان أن الله خلقك في أحسن تقويم ، وأنه يردك أسفل سافلين ، فما يحملك على أن تكذب بالبعث والجزاء ؟ وعليه ينبغي أن يذهب إلى الالتفات من الغيبة إلى الخطاب لما جرى من قوله { ولقد خلقنا الإنسان } وعليه جرى في الكشاف .

وقيل : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم ، أي أيّ شيء يكذبك يا محمد بعد ظهور هذه الدلائل الناطقة ؟ فاستيقن مع ما جاءك من الله أنه أحكم الحاكمين ، وإلى هذا ذهب القاضي وقدمه على القول الأول .

قال الفراء : المعنى فمن يكذبك أيها الرسول بعد هذا البيان بالدين ؟ كأنه قال : من يقدر على ذلك - أي على تكذيبك بالثواب والعقاب - بعد ما ظهر من قدرتنا على خلق الإنسان ما ظهر ؟ اختار هذا ابن جرير ، والدين الجزاء .