ثم قال تعالى : { فما يكذبك بعد بالدين }( {[76570]} ) .
قال الفراء والأخفش : " ما " بمعنى " من " ، والتقدير : فمن يكذبك يا محمد بالجزاء والبعث بعد هذه الحجج والبراهين والآيات( {[76571]} ) ؟ ! وهو اختيار الطبري( {[76572]} ) . كأنه( {[76573]} ) قال : فمن يقدر على تكديبك –يا محمد- ] بأن[ ( {[76574]} ) الناس يدانون( {[76575]} ) بأعمالهم ويجازون ويحاسبون( {[76576]} ) . ؟ !
وقيل : " ما " على بابها . والمعنى : فما شيء( {[76577]} ) يكذبك أيها المكذب ؟ ! .
أي : فأي شيء يحملك على التكذيب بالجزاء والبعث بعد ظهور الآيات والبراهين( {[76578]} ) ؟ ! فيكون " يكذب –على هذين القولين- لغير النبي صلى الله عليه وسلم . وهو قول مجاد( {[76579]} ) ، وغيره .
وقال قتادة : عني به النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو معنى القول الأول أنه خطاب للنبيصلى الله عليه وسلم ، ومعناه( {[76580]} ) : استيقن –مع ما جاءك من الله من البيان- أني الله أحكم الحاكمين( {[76581]} ) .
قال ابن عباس : ( معناه )( {[76582]} ) : أليس الله –يا محمد- بأحكم من حكم( {[76583]} ) ؟ !
قال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله عليه السلام كان إذا قرأ هذا قال : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين ، ويقول " بلى في آخر القيامة ، ويقول في آخر " المرسلات " ( {[76584]} ) : آمنت بالله وبما أنزل( {[76585]} ) .
وقال بن جبير : كان يقول : " سبحانك اللهم ، وبلى في آخر " والتين " ( {[76586]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.