يقول تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ } الدالة على عظمته أنه { يُرِيكُمُ الْبَرْقَ [ خَوْفًا وَطَمَعًا } أي : ] {[22803]} تارة تخافون مما يحدث بعده من أمطار مزعجة ، أو صواعق متلفة ، وتارة ترجون وَمِيضَه وما يأتي بعده من المطر المحتاج إليه ؛ ولهذا قال : { وَيُنزلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } أي : بعدما كانت هامدة لا نبات فيها ولا شيء ، فلما جاءها الماء { اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } [ الحج : 5 ] . وفي ذلك عبرة ودَلالَة واضحة على المعاد وقيام الساعة ؛ ولهذا قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } .
وقوله تعالى : { يريكم } فعل مرتفع لما حذفت «أن » التي لو كانت لنصبته فلما حل الفعل محل الاسم أعرب برفع .
ألا أيها ذا الزاجري أحضر الوغى . . . وأن أشهد للذات هي أنت مخلدي{[9299]}
قال الرماني : وتحتمل الآية أن يكون التقدير { ومن آياته } آية { يريكم البرق } وحذفت الآية لدلالة من عليها ومنه قول الشاعر :
وما الدهر إلا تارتان فمنهما . . . أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح{[9300]}
قال الفقيه الإمام القاضي : وهذا على أن { من } للتبعيض كسائر هذه الآيات ، ويحتمل في هذه وحدها أن تكون { من } لابتداء الغاية فلا يحتاج إلى تقدير «أن » ولا إلى تقدير «آية » ، وإنما يكون الفعل مخلصاً للاستقبال وقوله { خوفاً وطمعاً } ، قال قتادة { خوفاً } للمسافر { وطمعاً } للمقيم .
قال الفقيه الإمام القاضي : ولا وجه لهذا التخصيص ونحوه بل فيه الخوف والطمع لكل بشر ، قال الضحاك : الخوف من صواعقه والطمع في مطره ، وقوله تعالى : { أن تقوم السماء والأرض } معناه تثبت ، كقوله تعالى { وإذا أظلم عليهم قاموا }{[9301]} [ البقرة : 20 ] وهذا كثير ، وقيل هو فعل مستقبل أحله محل الماضي ليعطي فيه معنى الدوام الذي هو في المستقبل ، والدعوة من الأرض هي البعث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.