الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَيُحۡيِۦ بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (24)

ثم قال تعالى : { ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا } أي : ومن آياته أنه يريكم البرق . " وخوفا وطمعا " مفعولان من أجلهما{[54717]} .

وقيل التقدير : ويريكم البرق خوفا وطمعا من آياته{[54718]} .

والمعنى : من حججه وأدلته على توحيده وإحياء الموتى أنه يريكم البرق خوفا للمسافر أن يؤذيه المطر ، وطمعا للمقيم أن يسقي زرعه وتخصب أرضه .

{ وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها } أي : وينزل من السحاب مطرا فيحيي بذلك الماء الأرض الميتة التي قد يبست ولم تنبت نبتا ، فتنبت بعد جدوبها .

{ إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون } أي : يعقلون عن الله حججه وأدلته .


[54717]:انظر: معاني الزجاج 4/182
[54718]:هو قول الزجاج في معانيه 4/182، والجامع للقرطبي 14/18. وهذا التقدير علله الزجاج بكونه عطفا بجملة على جملة.