جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَيُحۡيِۦ بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (24)

{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ } أي : إراءة البرق نزل الفعل منزلة المصدر ، { خَوْفًا وَطَمَعًا } : إراءة خوف وطمع أو إخافة وإطماعا من الصاعقة ، وفي الغيث أو خائفين وطامعين أو مفعول له لفعل يلزم المذكور كأنه قيل يجعلكم رائين البرق خوفا وطمعا ، { وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء } أي : إنزاله منه ، { فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ } يعني قائمتان بأمره لهما ، وتسخيره إياهما من غير مقيم مشاهد لما كان القيام غير متغير أخرج الفعل بما يدل على أنه اسم ، وهو إن ليدل على الثبوت لكن إراءة البرق لما كانت من الأمور المتجددة لم يذكر معها ما يدل على المصدر ، { ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ{[3954]} الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } ، عطف على أن تقوم أي : ومن آياته قيام السماء ثم خروجكم من القبور إذا دعاكم دعوة واحدة والمراد سرعة وجود ذلك من غير توقف وثم لعظم ما فيه ، ومن الأرض ظرف دعاكم وإذا الثانية للمفاجأة تنوب مناب الفاء في جواب الشرط ،


[3954]:وهذه نتيجة جميع الآيات المتقدمة فإن من أذعن وفهم تلك الآيات يعرف أن هذه الآيات العظيمة ظاهرة ثابتة لا ينكرها إلا من ليس له تدبر وسمع وعقل /12 وجيز.