{ ومن آياته يريكم البرق } المعنى أن يريكم ، و منه المثل المشهور " تسمع بالمعيدي خير من أن تراه " وقيل : ويريكم البرق من آياته ، وقيل : من آياته آية يريكم بها وفيها البرق ، وقيل : التقدير : ومن آياته سحاب يريكم البرق { خوفا وطمعا } من آياته قال قتادة : خوفا للمسافر ، وطمعا للمقيم . وقال الضحاك : خوفا من الصواعق ، وطمعا في الغيث . وقال يحيي ابن سلام : خوفا أن يكون البرق برقا خلبا لا يمطر ، وطمعا أن يكون ممطرا ، { وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها } باليباس بأن تنبت .
{ إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون } فإن من له نصيب من العقل يعلم أن ذلك آية يستدل بها على القدرة الباهرة ، كيف ؟ والعقل ملاك الأمر . وهو المؤدي إلى العلم فيما ذكر وغيره ، وإنما قال هنا : يعقلون ، وفيما تقدم : يتفكرون ، لأنه لما كان حدوث الولد من الولد أمرا عاديا مطردا قليل الاختلاف ؛ كان يتطرق إلى الأوهام القاصرة إن ذلك بالطبيعة لأن المطرد أقرب إلى الطبيعة من المختلف ، والبرق والمطر ليس مطردا غير مختلف بل يختلف إذ يقع ببلدة دون بلدة ، وفي وقت دون وقت ، وتارة يكون قويا وتارة يكون ضعيفا فهو أظهر في العقل دلالة على الفاعل المختار . فقال : هو آية لمن له عقل وإن لم يتفكر تفكرا تاما ، قاله الكرخي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.