تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَيُحۡيِۦ بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (24)

الآية 24 وقوله تعالى : { ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا } قيل فيه وجهين :

أحدهما : { يريكم البرق } للخوف والطمع ؛ تخافون سلطانه وقدرته أن يصيبكم ذلك البرق ، فيذهب بأبصاركم { وطمعا } ترجون رحمته بصرفه( {[15962]} ) عنكم .

والثاني : { خوفا وطمعا } أي يريكم البرق تخافون ، وتطمعون [ يحتمل وجهين :

أحدهما : يخاف ]( {[15963]} ) المسافر قطع سيره ومنعه عنه ، ويطمع( {[15964]} ) المقيم برحمته ما يكثر به إنزاله ومعاشه .

والثاني : تخافون الصواعق ، وتطمعون المطر ، وهو ما ذكرنا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وينزل من السماء ماء فيحي به الأرض بعد موتها } هو ظاهر ، قد ذكرناه ، { إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون } يحتمل ما ذكرنا { لقوم يعقلون } ينتفعون بعقولهم ، أو { لقوم يعقلون } لو تدبروا ، وتفكروا ، والله أعلم .


[15962]:في الأصل وم: بصرفكم.
[15963]:في الأصل وم: يخافه.
[15964]:في الأصل وم: وتطمعون أي.