" ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا " قيل : المعنى أن يريكم ، فحذف " أن " لدلالة الكلام عليه ، قال طرفة :
ألا أيُّهَذَا اللائِمِي أحضُرَ الوَغَى *** وأن أشهدَ اللذات هل أنت مُخْلِدِي
وقيل : هو على التقديم والتأخير ، أي ويريكم البرق من آياته . وقيل : أي ومن آياته آية يريكم بها البرق ، كما قال الشاعر{[12464]} :
وما الدهر إلا تَارَتَانِ فمنهما *** أموتُ وأخرى أبتغِي العيشَ أكْدَحُ
وقيل : أي من آياته أنه يريكم البرق خوفا وطمعا من آياته ، قاله الزجاج . فيكون عطف جملة على جملة . " خوفا " أي للمسافر . " وطمعا " للمقيم . قاله قتادة . الضحاك : " خوفا " من الصواعق ، " وطمعا " في الغيث . يحيى بن سلام : " خوفا " من البرد أن يهلك الزرع ، " وطمعا " في المطر أن يحيي الزرع . ابن بحر : " خوفا " أن يكون البرق برقا خُلَّبا لا يمطر ، " وطمعا " أن يكون ممطرا . وأنشد قول الشاعر :
لا يكن بَرْقُكَ بَرْقًا خلّبا *** إن خير البرق ما الغيثُ مَعَهْ
فقد أَرِدُ المياه بغير زاد *** سوى عدّى لها بَرْقُ الغمام
والبرق الخُلَّب : الذي لا غيث فيه كأنه خادع . ومنه قيل لمن يعد ولا ينجز : إنما أنت كبرق خلب . والخلب أيضا : السحاب الذي لا مطر فيه . ويقال : برق خلب ، بالإضافة .
قوله تعالى : " وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون " تقدم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.