الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ يُرِيكُمُ ٱلۡبَرۡقَ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَيُحۡيِۦ بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (24)

قوله : { يُرِيكُمُ الْبَرْقَ } : فيه أوجهٌ ، أحدُها : - وهو الظاهرُ الموافقُ لإِخوانِه - أَنْ يكونَ جملةً من مبتدأ أو خبرٍ ، إلاَّ أنه حُذِفَ الحرفُ المصدريُّ ، ولمَّا حُذِفَ بَطَلَ عملُه . والأصل : ومِنْ آياتِه أَنْ يُرِيَكم كقوله :

3647 ألا أيُّهذا الزاجرِيْ أَحْضُرُ الوغَى *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الثاني : أنَّ " مِنْ آياتِه " متعلِّقٌ ب " يُرِيكم " أو بمحذوفٍ على أنه حالٌ من البرق . والتقديرُ : ويُرِيْكم البرقَ مِنْ آياته ، فيكون قد عَطَفَ جملةً فعليةً على جملةٍ اسمية . الثالث : أنَّ " يُرِيْكُم " صفةٌ لموصوفٍ محذوفٍ أي : ومِنْ آياتِه آيةٌ يُريكم بها ، أو فيها البرقُ فحُذِفَ الموصوف والعائدُ عليه . ومثلُه :

3648 وما الدَّهْرُ إلاَّ تارَتان فمِنْهما *** موتُ . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أي : فمنهما تارةٌ أموتُ فيها . الرابع : أنَّ التقديرَ : ومن آياتِه سحابٌ أو شيءٌ يُريكم . ف " يُريكم " صفةٌ لذلك المقدرِ ، وفاعلُ " يُريكم " ضميرٌ يعود عليه بخلافِ الوجهِ قبله ؛ فإنَّ الفاعلَ ضميرُ الباري تعالى .