وقوله : { فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا } أي : بعد ما أخبره تعالى بذلك ، في غاية الغضب والحَنَق عليهم ، هو فيما هو فيه من الاعتناء بأمرهم ، وتَسَلّم التوراة التي فيها شريعتهم ، وفيها شرف لهم . وهم قوم قد عبدوا غير الله ما يَعْلَمُ كل عاقل له لب [ وحزم ]{[19462]} بطلان{[19463]} [ ما هم فيه ]{[19464]} وسخافة عقولهم وأذهانهم ؛ ولهذا رجع إليهم غضبان أسفًا ، والأسف : شدة الغضب .
وقال مجاهد : { غَضْبَانَ أَسِفًا } أي : جزعًا . وقال قتادة ، والسدي : { أَسِفًا } أي : حزينًا على ما صنع قومه من بعده .
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا } أي : أما وعدكم على لساني كل خير في الدنيا والآخرة ، وحسن العاقبة كما شاهدتم من نصرته إياكم على عدوكم ، وإظهاركم عليه ، وغير ذلك من أياديه عندكم ؟ { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ } أي : في انتظار ما وعدكم الله . ونسيان ما سلف من{[19465]} نعمه ، وما بالعهد من قدم . { أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ } " أم " هاهنا بمعنى " بل " وهي للإضراب عن الكلام الأول ، وعدول إلى الثاني ، كأنه يقول : بل أردتم بصنيعكم هذا أن يحل عليكم غضب من ربكم { فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي }
{ فرجع موسى إلى قومه } بعد ما استوفى الأربعين وأخذ التوراة { غضبان } عليهم . { أسفا } حزينا بما فعلوا . { قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا } بأن يعطيكم التوراة فيها هدى ونور . { أفطال عليكم العهد } أي الزمان يعني زمان مفارقته لهم . { أم أردتم أن يحل عليكم } يجب عليكم . { غضب من ربكم } بعبادة ما هو مثل في الغباوة . { فأخلفتم موعدي } وعدكم إياي بالثبات على الإيمان بالله والقيام على ما أمرتكم به ، وقيل هو من أخلفت وعده إذا وجدت الخلف فيه ، أي فوجدتم الخلف في وعدي لكم بالعود بعد الأربعين ، وهو لا يناسب الترتيب على الترديد ولا على الشق الذي يليه ولا جوابهم له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.