ثم قال{[5066]} تعالى مخبرا عن [ ملأ ]{[5067]} بني إسرائيل فيما هَمُّوا به من الفتك{[5068]} بعيسى ، عليه السلام ، وإرادته بالسوء والصَّلب ، حين تمالؤوا{[5069]} عليه وَوَشَوا به إلى ملك ذلك الزمان ، وكان كافرًا ، فأنْهَوا إليه أن هاهنا رجلا يضل الناس ويصدهم عن طاعة الملك ، وَيُفَنِّد الرعايا ، ويفرق بين الأب وابنه{[5070]} إلى غير ذلك مما تقلدوه في رقابهم ورموه به من الكذب ، وأنه ولد زانية{[5071]} حتى استثاروا غضب الملك ، فبعث في طلبه من يأخذه ويصلبه ويُنَكّل به ، فلما أحاطوا بمنزله وظنوا أنهم قد ظَفروا به ، نجاه الله من بينهم ، ورفعه من رَوْزَنَة ذلك البيت إلى السماء ، وألقى الله شبهه على رجل [ ممن ]{[5072]} كان عنده في المنزل ، فلما دخل أولئك اعتقدوه في ظلمة الليل عيسى ، عليه السلام ، فأخذوه وأهانوه وصلبوه ، ووضعوا على رأسه الشوك . وكان هذا من مكر الله بهم ، فإنه نجى نبيه ورفعه من بين أظهرهم ، وتركهم في ضلالهم يعمهون ، يعتقدون أنهم قد ظفروا بطَلبتِهم ، وأسكن الله في قلوبهم قسوة وعنادا للحق ملازما لهم ، وأورثهم ذلة لا تفارقهم إلى يوم التناد ؛ ولهذا قال تعالى : { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } .
{ ومكروا } أي الذين أحس منهم الكفر من اليهود بأن وكلوا عليه من يقتله غيلة . { ومكر الله } حين رفع عيسى عليه الصلاة والسلام وألقى شبهه على من قصد اغتياله حتى قتل . والمكر من حيث إنه في الأصل حيلة يجلب بها غيره إلى مضرة لا يسند إلى الله تعالى إلا على سبيل المقابلة والازدواج . { والله خير الماكرين } أقواهم مكرا وأقدرهم على إيصال الضرر من حيث لا يحتسب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.