وقوله : ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ) : هذا إخبار عن الذي( {[10079]} ) أَحَسَّ عيسى منهم الكفر وهو ما اجتمعوا عليه من قتل عيسى صلى الله عليه وسلم ، وتكذيبه فيما أتى به ، فمكرهم هو ما نووا من قتله( {[10080]} ) ، ومكر الله سبحانه ما ألقى من الشبه على بعض أتباع عيسى صلى الله عليه وسلم حتى قتله الماكرون يظنونه عيسى صلى الله عليه وسلم ، ثم رفع الله عيسى صلى الله عليه وسلم .
وقيل المكر من الله جل ذكره الاستدراج والإمهال( {[10081]} ) ، وذلك أن بني إسرائيل حصروا( {[10082]} ) عيسى صلى الله عليه وسلم ، ومعه تسعة عشرة رجلاً من الحواريين في بيت ، فقال عيسى لأصحابه ، من يأخذ صورتي فيقتل وله جنة ؟ فأخذها رجل منهم ورفع الله عيسى إلى السماء ثم خرج الحواريون فأخبروا أن عيسى صلى الله عليه وسلم رفع إلى السماء فجعلوا يعدون القوم فيجدونهم ينقصون رجلاً من العدة ويرون ، صورة عيسى صلى الله عليه وسلم فيهم فشكوا فيه ، فقتلوه وصلبوه يرون أنه عيسى صلى الله عليه وسلم( {[10083]} ) ، ويروى أن اليهود كفروا بعيسى صلى الله عليه وسلم( {[10084]} ) ، وهموا بقتله ، وكان مع عيسى رجل من اليهود آمن بعيسى فدل على عيسى فحوله [ الله ]( {[10085]} ) في صورة عيسى ، فأخذه بنو إسرائيل ، فقتلوه( {[10086]} ) ، وصلبوه وهم يظنون( {[10087]} ) أنه عيسى صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله : ( وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ )( {[10088]} ) .
والمكر : الحيلة ، المكيدة ، والمكر من الله سبحانه عقوبة ، وجزاء من حيث لا يعلم العبد( {[10089]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.