يذكر تعالى أنه هو الذي أضل المشركين ، وأن ذلك بمشيئته وكونه وقدرته ، وهو الحكيم في أفعاله ، بما قَيَّض لهم من القرناء من شياطين الإنس والجن : { فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } أي : حَسَّنوا لهم أعمالهم في الماضي ، وبالنسبة إلى المستقبل فلم يروا أنفسهم إلا محسنين ، كما قال تعالى : { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ } [ الزخرف : 36 ، 37 ] .
وقوله تعالى : { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ } أي : كلمة العذاب كما حق على أمم قد خلت من قبلهم ، ممن فعل كفعلهم ، من الجن والإنس ، { إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ } أي : استوَوَا هم وإياهم في الخسار والدمار .
{ وقيضنا } وقدرنا . { لهم } للكفرة . { قرناء } أخدانا من الشياطين يستولون عليهم استيلاء القبض على البيض وهو القشر ، وقيل أصل القيض البدل ومنه المقايضة لمعاوضة . { فزينوا لهم ما بين أيديهم } من أمر الدنيا واتباع الشهوات . { وما خلفهم } من أمر الآخرة وإنكاره . { وحق عليهم القول } أي كلمة العذاب . { في أمم } في جملة أمم كقول الشاعر :
إن تك عن أحسن الصنيعة مأ *** فوكا ففي آخرين قد أفكوا
وهو حال من الضمير المجرور . { وقد خلت من قبلهم من الجن والإنس } وقد عملوا مثل أعمالهم . { إنهم كانوا خاسرين } تعليل لاستحقاقهم العذاب ، والضمير { لهم } ولل { أمم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.