التقييض : تهيئة الشيء وتيسيره ، وهذان ثوبان قيضان ، إذا كانا متكافئين في الثمن ، وقايضني بهذا الثوب : أي خذه وأعطني به بدله ، والمقايضة : المعارضة .
ولما ذكر تعالى الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة على كفر أولئك الكفرة ، أردفه بذكر السبب الذي أوقعهم في الكفر فقال : { وقضينا لهم قرناء } : أي سببنا لهم من حيث لم يحتسبوا .
وقرناء : جمع قرين ، أي قرناء سوء من غواة الجن والإنس ؛ { فزينوا لهم } : أي حسنوا وقدروا في أنفسهم ؛ { ما بين أيديهم } ، قال ابن عباس : من أمر الآخرة ، أنه لا جنة ولا نار ولا بعث .
{ وما خلفهم } ، قال ابن عباس : من أمر الدنيا ، من الضلالة والكفر ولذات الدنيا .
وقال الكلبي : { ما بين أيديهم } : أعمالهم التي يشاهدونها ، { وما خلفهم } : ما هم عاملوه في المستقبل .
وقال ابن عطية : { ما بين أيديهم } ، من معتقدات السوء في الرسل والنبوات ومدح عبادة الأصنام واتباع فعل الآباء ، { وما خلفهم } : ما يأتي بعدهم من أمر القيامة والمعاد .
انتهى ، ملخصاً ، وهو شرح قول الحسن ، قال : { ما بين أيديهم } من أمر الدنيا ، { وما خلفهم } من أمر الآخرة .
وقال الزمخشري : فإن قلت : كيف جاز أن يقيض لهم القرناء من الشياطين وهو ينهاهم عن اتباع خطواتهم ؟ قلت : معناه أنه خذلهم ومنعهم التوفيق لتصميمهم على الكفر ، فلم يبق لهم قرناء سوى الشياطين ، والدليل عليه : { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً } انتهى ، وهو على طريقة الاعتزال .
{ وحق عليهم القول } : أي كلمة العذاب ، وهو القضاء المختم ، بأنهم معذبون .
{ في أمم } : أي في جملة أمم ، وعلى هذا قول الشاعر :
إن تك عن أحسن الصنيعة مأفو *** كاً ففي آخرين قد أفكوا
أي : فأنت في جملة آخرين ، أو فأنت في عدد آخرين ، لست في ذلك بأوحد .
وقيل : في بمعنى مع ، ولا حاجة للتضمين مع صحة معنى في .
وموضع في { أمم } نصب على الحال ، أي كائنين في جملة أمم ، وذو الحال الضمير في عليهم .
{ إنهم كانوا خاسرين } : الضمير لهم وللأمم ، وهذا تعليل لاستحقاقهم العذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.