النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞وَقَيَّضۡنَا لَهُمۡ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَحَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلُ فِيٓ أُمَمٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ خَٰسِرِينَ} (25)

قوله عز وجل : { وقيضنا لهم قرناءَ } فيه قولان :

أحدهما : هيأنا لهم شياطين ، قاله النقاش .

الثاني : خلينا بينهم وبين الشياطين ، قاله ابن عيسى .

{ فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : ما بين أيديهم من أمر الدنيا ، وما خلفهم من أمر الآخرة ، قاله السدي ومجاهد .

الثاني : ما بين أيديهم من أمر الآخرة فقالوا لا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب ، وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات ، قاله الكلبي .

الثالث : ما بين أيديهم هو فعل الفساد في زمانهم ، وما خلفهم هو ما كان قبلهم ، حكاه ابن عيسى .

الرابع : ما بين أيديهم ما فعلوه{[2438]} ، وما خلفهم ما عزموا أن يفعلوه .

ويحتمل خامساً : ما بين أيديهم من مستقبل الطاعات أن لا يفعلوها ، وما خلفهم من سالف المعاصي أن لا يتوبوا منها .


[2438]:في ك فعلوهم.