قوله تعالى : { وقيضنا لهم قرناء } – إلى قوله – { من غفور رحيم }[ 24-31 ] .
أي : ونصبنا لهم نظراء من الشياطين فجعلناهم لهم قرناء يزينون لهم قبائح أعمالهم .
قال ابن عباس : القرناء هنا : الشياطين{[60316]} .
وحقيقة قيضنا سببنا لهم من حيث لم يحتسبوا .
وقوله : { فزينوا لهم ما بين أيديهم }{[60317]} .
يعني{[60318]} : من أمر الدنيا فحسنوا ذلك ، وحببوه لهم حتى آثروه على أمر{[60319]} الآخرة .
وقوله : { وما خلفهم } قال مجاهد : حسنوا لهم أيضا ما بعد مماتهم فدعوهم إلى التكذيب بالمعاد ، وأنه لا ثواب ولا عقاب ، وهو أيضا قول السدي{[60320]} .
وقيل : معنى{[60321]} : { وقيضنا لهم قرناء } يعني : في النار فزينوا لهم أعمالهم في الدنيا{[60322]} .
والمعنى : قدرنا عليهم ذلك أنه سيكون وحكمنا به عليهم .
وقيل : المعنى : أخرجناهم إلى الاقتران{[60323]} فأحوجنا{[60324]} الغني إلى الفقير ليستعين{[60325]} به ، وأحوجنا الفقير إلى الغني لينال منه ، فحاجة بعضهم إلى بعض تقيض من الله عز وجل لهم ليتعاونوا على طاعته{[60326]} فزين بعضهم لبعض المعاصي{[60327]} .
قال ابن عباس : ما بين أيديهم هو{[60328]} تكذيبهم بالآخرة والجزاء والجنة والنار ، وما خلفهم : الترغيب في الدنيا والتسويف بالمعاصي{[60329]} وقيل : المعنى إنهم زينوا لهم مثل ما تقدم لهم{[60330]} من المعاصي فهو ما بين أيديهم ، وما خلفهم : ما يعمل بعدهم أو بحضرتهم{[60331]} .
وقيل : ما بين أيديهم : ما هم فيه ، وما خلفهم : ما عزموا أن يعملوه{[60332]} .
ثم قال تعالى : { وحق عليهم القول } أي : وجب{[60333]} لهم العذاب بكفرهم وقبولهم ما زين لهم قرناؤهم من الشياطين .
وقوله : { في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس } معناه : ووجب عليهم القول في أمم قد مضت قبلهم{[60334]} .
( أي ووجب عليهم من العذاب مثل ما وجب على أمم مضت قبلهم ) من الجن والإنس لكفرهم{[60335]} وعملهم مثل عملهم{[60336]} .
وقيل : ( في ) هنا ، بمعنى : ( مع ){[60337]} .
فالمعنى : ووجب عليهم العذاب بكفرهم مع أمم مضت قبلهم بكفرهم أيضا ، أي : هم داخلون فيما دخل فيه من قبلهم من الأمم الكافرة . { إنهم كانوا خاسرين } ، أي : مغبونين ببيعهم رضاء الله عز وجل بسخطه{[60338]} ، ورحمته بعذابه{[60339]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.