تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة والتين والزيتون

وهي مكية .

قال مالك وشعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في سَفَر في إحدى الركعتين بالتين والزيتون ، فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا أو قراءة منه . أخرجه الجماعة في كتبهم{[1]} .

اختلف المفسرون هاهنا على أقوال كثيرة فقيل : المراد بالتين مسجد دمشق . وقيل : هي نفسها . وقيل : الجبل الذي عندها .

وقال القرطبي : هو مسجد أصحاب الكهف{[30230]} .

وروى العوفي ، عن ابن عباس : أنه مسجد نوح الذي على الجودي .

وقال مجاهد : هو تينكم هذا .

{ وَالزَّيْتُونِ } قال كعب الأحبار ، وقتادة ، وابن زيد ، وغيرهم : هو مسجد بيت المقدس .

وقال مجاهد ، وعكرمة : هو هذا الزيتون الذي تعصرون .

/خ3


[1]:زيادة من أ.
[30230]:- (2) تفسير القرطبي (20/111) عن محمد بن كعب.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التين مختلف فيها وآيها ثماني آيات .

بسم الله الرحمن الرحيم والتين والزيتون خصهما من الثمار بالقسم لأن التين فاكهة طيبة لا فصل له وغذاء لطيف سريع الهضم ودواء كثير النفع ، فإنه يلين الطبع ، ويحلل البلغم ، ويطهر الكليتين ، ويزيل رمل المثانة ، ويفتح سدد الكبد والطحال ، ويسمن البدن ، وفي الحديث أنه يقطع البواسير وينفع من النقرس ، والزيتون فاكهة وإدام ودواء وله دهن لطيف كثير المنافع مع أنه قد ينبت حيث لا دهنية فيه كالجبال . وقيل : المراد بهما جبلان من الأرض المقدسة أو مسجدا دمشق وبيت المقدس أو البلدان .