تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ} (26)

قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة : المراد بالصلصال هاهنا : التراب اليابس .

والظاهر أنه كقوله تعالى : { خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مَن مَّارِجٍ مِّنْ نَّارٍ } [ الرحمن : 14 - 15 ]

وعن مجاهد أيضا : الصلصال : المنتن .

وتفسير الآية بالآية أولى{[16149]}

وقوله : { مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ } أي : الصلصال من حمأ ، وهو : الطين . والمسنون : الأملس ، كما قال الشاعر{[16150]} ثم خاصرتها إلى القبة الخضراء تمشي في مرمر مسنون

أي : أملس صقيل .

ولهذا روي عن ابن عباس : أنه قال : هو التراب الرطب . وعن ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك أيضا : أن الحمأ المسنون هو المنتن . وقيل : المراد بالمسنون هاهنا : المصبوب .


[16149]:في أ: "الأولى".
[16150]:هو عبد الرحمن بن حسان، والبيت في اللسان، مادة (سنن).