قوله عز وجل : { ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حَمَإٍ مسنون } أما الإنسان هاهنا فهو آدم عليه السلام في قول أبي هريرة والضحاك .
أما الصلصال ففيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الطين اليابس الذي لم تصبه نار ، فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة ، قاله ابن عباس وقتادة ، ومنه قول الشاعر :
وقاعٍ ترى الصَّلصال فيه ودونه *** بقايا بلالٍ بالقرى والمناكبِ
والصلصة : الصوت الشديد المسموع من غير الحيوان ، وهو مثل القعقعة في الثوب .
الثاني : أنه طين خلط برمل ، قاله عكرمة .
الثالث : أنه [ الطين ] المنتن ، قاله مجاهد ، مأخوذ من قولهم : صَلَّ اللحمُ وأصَلَّ إذا أنتن ، قال الشاعر{[1683]} :
ذاك فتى يبذل ذا قدرِهِ *** لا يفسد اللحم لديه الصلول{[1684]}
والحمأ : جمع حمأة وهو الطين الأسود المتغير .
أحدها : أن المسنون المنتن المتغير ، من قولهم قد أسن الماء إذا تغير ، قاله ابن عباس ، ومنه قول أبي قيس بن الأسلت :
سَقَتْ صدايَ رضاباً غير ذي أَسَنٍ *** كالمسكِ فُتَّ على ماءٍ العناقيد
الثاني : أن المسنون المنصوب القائم ، من قولهم وجه مسنون ، قاله الأخفش .
الثالث : أن المسنون المصبوب ، من قولهم سنيتُ الماء على الوجه إذا صببته عليه ، قاله أبو عمرو بن العلاء ، ومنه الأثر المروي عن عمر أنه كان يسن الماء على وجهه ولا يشنُّه ، والشن تفريق الماء ، والسن صبه .
الرابع : أن المسنون الذي يحك بعضه بعضاً ، من قولهم سننت الحجر على الحجر إذا حككت أحدهما بالآخر ، ومنه سمي المسَنّ لأن الحديد يسن عليه ، قاله الفراء .
السادس : أنه الرطب ، قاله ابن أبي طلحة .
السابع : أنه المخلص{[1685]} من قولهم سن سيفك أي أجلهُ{[1686]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.