الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ مِّنۡ حَمَإٖ مَّسۡنُونٖ} (26)

قوله [ تعالى{[37924]} ] : { ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون } [ 26 ] إلى قوله : { الوقت المعلوم } [ 38 ] .

الإنسان هنا آدم{[37925]} [ صلى الله عليه وسلم{[37926]} ] . [ و{[37927]} ] الصلصال الطين اليابس الذي لم تأخذه{[37928]} نار ، فإذا نقر صلصل ، أي : صوت{[37929]} .

وقال ابن عباس خلق [ الله{[37930]} ] آدم [ صلى الله عليه وسلم{[37931]} ] من ثلاثة : من صلصال ، ومن حمأ ، ومن طين لازب . [ فاللازب{[37932]} ] اللاصق ، والحمأ الحمأة ، والصلصال التراب المدقق{[37933]} . وسمي إنسانا لأنه عهد إليه فنسي{[37934]} .

وقال قتادة : الصلصال التراب اليابس الذي يسمع له صلصة{[37935]} . وقال الضحاك : هو طين صلب{[37936]} يخالطه الكثيب يعني : الرمل{[37937]} .

وقال مجاهد : /الصلصال المنتن{[37938]} . أخذ من صل اللحم [ وأصل{[37939]} ] إذا انتن ، وأصله على هذا [ القول{[37940]} ] : " صلال " ، ثم أبدل من اللام الثانية صاد{[37941]} . وهذا التأويل ينقضه{[37942]} قوله : { من صلصال كالفخار{[37943]} } فشب [ ه{[37944]} ] بالفخار ، والفخار ليس بمنتن{[37945]} . لكن قوله : { من حمإ مسنون ] يريد كونه متغير [ اللون و{[37946]} ] الرائحة . لأن الحمأ متغير الرائحة ، دلي[ ه{[37947]} ] قوله : " مسنون{[37948]} " . والمسنون عند ابن عباس المتغير الرائحة ، وكذلك قال مجاهد ، وهو قول : أبي عمرو [ و{[37949]} ] الكسائي{[37950]} . وقال غيرهم : مسنون مصبوب . من سننت الماء : صببته{[37951]} . وقال الفراء{[37952]} : هو طين مختلط برمل فيسمع{[37953]} له صلصلة{[37954]} .

وقال أبو عبيدة{[37955]} : يقال للطين : صلصال ، ما لم تأخذه النار . فإذا أخذته فهو فخار . وكل شيء له صوت ، سوى الطين ، فهو صلصال{[37956]} .

و " الحمأ " جمع حمأة وهو الطين الم[ ت{[37957]} ] غير إلى السواد{[37958]} . و " المسنون " المنتن في قول ابن عباس ، ومجاهد ، وأبي عمرو ، والكسائي{[37959]} .

وقال أبو عبيدة : المسنون : المصبوب{[37960]} . يقا[ ل{[37961]} ] سننت الشيء{[37962]} إذا صببته . وسننت{[37963]} الماء على وجهه : صببته . وعن ابن عباس : المسنون الرطب{[37964]} . فهذا يوافق قول أبي عبيدة ، لأنه لا يكون مصبوبا{[37965]} حتى يكون رطبا{[37966]} .

وقال الفراء : المسنون المحكوك من سننت الحديد . ولا يكون على هذا إلا متغيرا{[37967]} .

وقيل : المسنون المصبوب على مثال وهيئة ، من سننت الوجه{[37968]} .


[37924]:ساقط من "ط".
[37925]:قال الرازي: "المفسرون أجمعوا على أن المراد منه آدم عليه السلام" التفسير الكبير 19/183.
[37926]:ساقط من "ق".
[37927]:ساقط من "ط".
[37928]:"ق" يأخذه.
[37929]:انظر هذا القول: في غريب القرآن 237 ومعاني الزجاج 3/178 والمحرر 10/123 واللسان (صلل).
[37930]:ساقط من "ط".
[37931]:ساقط من "ق".
[37932]:انظر: المصدر السابق.
[37933]:"ط": المدقوق.
[37934]:انظر: قوله في جامع البيان 14/27 و 28، والدر 5/76.
[37935]:وهو قول ابن عباس ومجاهد أيضا، انظر: جامع البيان 14/27 وتفسير ابن كثير 2/852 والدر 5/76.
[37936]:"ق": صليب.
[37937]:وهو قول ابن عباس أيضا. انظر: جامع البيان 14/28 والدر 5/76.
[37938]:انظر: قوله في جامع البيان 14/28 والمحرر 10/124 والتفسير الكبير 19/184 ولم ينسبه وقال: "وهذا القول عندي ضعيف" والجامع 10/15 وتفسير ابن كثير 2/852.
[37939]:ساقط من "ق". 3 ساقط من "ق".
[37940]:انظر: نحو هذا التوجيه في المحرر 10/124.
[37941]:?????
[37942]:"ق": "ينقص".
[37943]:الرحمان: 14.
[37944]:ساقط من "ق".
[37945]:وهذا قول ابن جرير. انظر: جامع البيان 14/28.
[37946]:ساقط من "ط".
[37947]:ساقط من "ق".
[37948]:انظر: هذا القول في غريب القرآن 238، ومعاني الزجاج 3/179 والتفسير الكبير 19/184.
[37949]:ساقط من "ق".
[37950]:والكسائي هو علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي بالولاء الكوفي أبو الحسن إمام في اللغة والنحو والقراءة. سكن بغداد وتوفي بالري سنة 189 هـ له تصانيف كثيرة منها "معاني القرآن". انظر: ترجمته في تاريخ بغداد 11/403 ووفيات الأعيان 3/295، وغاية النهاية 1/535، وبغية الوعاة 2/162 والأعلام 4/283.
[37951]:سيأتي هذا القول منسوبا لأبي عبيدة.
[37952]:هو: يحيي بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي مولى بني أسد، أبو زكرياء، المعروف بالفراء، أمام الكوفيين وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الأدب، توفي في طريق مكة سنة 207 هـ. وكان فقيها متكلما عالم بأيام العرب وأخبارها عارفا بالنجوم والطب يميل إلى الاعتزال وله تصانيف كثيرة. انظر: ترجمته في تاريخ بغداد 14/149 ووفيات الأعيان 6/176 وغاية النهاية 2/371 وتهذيب التهذيب 11/212، وبغية الوعاة 2/333 والأعلام 8/146.
[37953]:"ط": فيسمع.
[37954]:انظر: قوله في معاني الفراء 2/88 والمحرر 10/123.
[37955]:هو: معمر بن المثنى، التيمي بالولاء، أبو عبيدة النحوي من أئمة العلم بالأدب واللغة مولده سنة 110 هـ، ووفاته في البصرة سنة 209 هـ وكان أباضيا شعوبيا من حفاظ الحديث. له نحو مائتين مؤلفا. انظر: ترجمته في تاريخ بغداد 13/252، وميزان الاعتدال 4/155، وتذكرة الحفاظ 1/371، وبغية الوعاة 2/294 والأعلام 7/272.
[37956]:انظر: قوله في مجاز القرآن 1/350 والجامع 10/15 وفيه "وهو قول أكثر المفسرين"، واللسان (صلل).
[37957]:ساقط من "ق".
[37958]:انظر: هذا القول في مجاز القرآن 1/351 والمحرر 10/124.
[37959]:انظر: هذا القول في تفسير مجاهد 416 وجامع البيان 14/29 والمحرر 10/124 وفيه "والتصريف يرد هذا القول".
[37960]:انظر : قوله في مجاز القرآن 1/351 و غريب القرآن 238، وجامع البيان 14/29 والتفسير الكبير 19/184 والجامع 10/16.
[37961]:ساقط من "ق".
[37962]:"ط": للشيء.
[37963]:"ق": فسننت.
[37964]:انظر: قوله في: جامع البيان 14/30، والمحرر 10/124، والتفسير الكبير 19/184 والجامع 10/16، وتفسير ابن كثير 2/852، والدر 5/77.
[37965]:"ق": رطبا مصبوبا.
[37966]:انظر: نحو هذا القول في التفسير الكبير 19/184.
[37967]:انظر: قوله في معاني الفراء 2/88 والتفسير الكبير 19/184.
[37968]:هو: قول أبي عبيدة السابق.