تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا} (2)

لما ذكر تعالى أنه أسرى بعبده محمد ، صلوات الله وسلامه عليه{[17221]} ، عطف بذكر موسى عبده وكليمه [ عليه السلام ]{[17222]} أيضًا ، فإنه تعالى كثيرًا ما يقرن بين ذكر موسى ومحمد عليهما السلام{[17223]} وبين ذكر التوراة والقرآن ؛ ولهذا قال بعد ذكر الإسراء : { وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ } يعني التوراة { وَجَعَلْنَاهُ } أي الكتاب { هُدًى } أي هاديًا { لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلا تَتَّخِذُوا } أي لئلا تتخذوا { مِنْ دُونِي وَكِيلا } أي وليًا ولا نصيرًا ولا معبودًا دوني ؛ لأن الله تعالى أنزل على كل نبي أرسله{[17224]} أن يعبده وحده لا شريك له .


[17221]:في ف: "صلى الله عليه وسلم".
[17222]:زيادة من ف، أ.
[17223]:في ت: "عليهما الصلاة والسلام". وفي ف، أ: "عليهما من الله الصلاة والسلام".
[17224]:في ت: "أرسل".