تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا} (2)

الآية : 2 وقوله تعالى : { وآتينا موسى الكتاب } يعني التوراة { وجعلناه هدى لبني إسرائيل } كل كتاب ( من كتب ) {[10638]} الله هدى لمن استهدى ورشد لمن استرشد وبيان {[10639]} لمن استوضح لأنها دعت إلى ثلاث خصال : دعت إلى

معالي الأمور مكارم الأخلاق ومصالح الأعمال ، ونهت عن ثلاث : عن مساوئ الأعمال وعن سفاسف الأمور ودناءة الأخلاق ورداءتها .

ذكر أنه جعل الكتاب { هدى لبني إسرائيل } لأن منفعة الكتاب حصلت لهم لأنهم هم الذين استهدوا به . فعلى ذلك هو هدى لمن استهدى ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { آلا تتخذوا من دوني وكيلا } أي معتمدا ، أي قلنا لهم ، أو اذكرنا لهم فيه ، أو أمرنا فيه ، { ألا تتخذوا من دوني وكيلا } أي معتمدا ، موكولا . الوكيل ، هو موكول الأمر إليه ، معتمد في الأحوال عليه ، قائم في جميع ما وكل إليه بالتبرع والتفضل .


[10638]:ساقطة من الأصل وم.
[10639]:في الأصل وم: وبيانا.