فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا} (2)

{ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ( 2 ) }

{ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ } أي التوراة قيل والمعنى كرمنا محمدا بالمعراج وأكرمنا موسى بالكتاب قال الشهاب : عقبت آية الإسراء بهذا استطرادا بجامع أن موسى أعطي التوراة بمسيره إلى الطور وهو بمنزلة معراجه لأنه منح ثمة التكليم وشرف باسم الكليم والواو استئنافية أو عاطفة على جملة سبحان الذي أسرى لا على أسرى بعبده وتكلفة .

{ وَجَعَلْنَاهُ } أي ذلك الكتاب ، وقيل موسى { هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ } يهتدون به { أَلاَّ تَتَّخِذُواْ } قرئ بالتحتية ولا نافية وأن مصدرية ولام التعليل مقدرة وبالفوقية ولا ناهية وإن زائدة والمعنى على الأولى آتيناه الكتاب لهداية بني إسرائيل لئلا يتخذوا وعلى الثانية قلنا لهم لا تتخذوا والأولى أن تكون { إن } مفسرة لأن هذا ليس من مواضع زيادة بل ذلك في نحو ولما أن جاءت رسلنا .

{ مِن دُونِي وَكِيلاً } أي كفيلا بأمورهم قاله الفراء ، وروي عنه أنه قال كافيا ، وقيل معناه متوكلون عليه في أمورهم ، وقيل شريكا ومعنى الوكيل في اللغة من توكل إليه الأمور .