لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ} (7)

{ إن الذين لا يرجون لقاءنا } يعني لا يخافون لقاءنا يوم القيامة فهم مكذبون بالثواب والعقاب والرجاء يكون بمعنى الخوف تقول العرب : فلان لا يرجو فلاناً بمعنى : لا يخافه ، ومنه قوله سبحانه وتعالى ما لكم لا ترجون الله وقاراً ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي :

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها . . .

أي لم يخفه . والرجاء يكون بمعنى الطمع ، فيكون المعنى : لا يطمعون في ثوابنا { ورضوا بالحياة الدنيا } يعني : اختاروها وعملوا في طلبها فهم راضون بزينة الدنيا وزخرفها { واطمأنوا بها } يعني وسكنوا إليها مطمئنين فيها وهذه الطمأنينة التي حصلت في قلوب الكفار من الميل إلى الدنيا ولذاتها أزالت عن قلوبهم الوجل والخوف فإذا سمعوا الإنذار والتخويف لم يصل ذلك إلى قلوبهم { والذين هم عن آياتنا غافلون } قيل المراد بالآيات أدلة التوحيد .

وقال ابن عباس : عن آياتنا يعني عن محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن ؛ غافلون : أي معرضون .