النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ} (7)

قوله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا } فيه تأويلان :

أحدهما : لا يخافون عقابنا . ومنه قول الشاعر :

إِذَا لَسَعَتْهُ النّحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَهَا *** وَخَالَفَهَا فِي بَيْتِ نَوْبٍ عَوَامِلُ{[1310]}

الثاني : لا يطمعون في ثوابنا ، ومنه قول الشاعر :

أيرجو بَنُو مَرْوَانَ سَمْعِي وَطَاعَتِي *** وَقَوْمِي تَمِيْمٌ وَالْفَلاَةُ وَرَائِيَا


[1310]:البيت لأبي ذؤيب الهذلي. ومعنى خالفها جاء إلى عسلها وهي غائبة ترعى. والنوب: النحل لأنها ترعى ثم تنوب إلى موضعها والعوامل: التي تعمل العسل والشمع (انظر شرح ديوان أبي ذؤيب).