قول تعالى { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك } روي أن اليهود ، وقيل المشركين ، قالوا : إن هذا الرجل يعنون النبي صلى الله عليه وسلم ، ليس له همة إلا في النساء فعابوا عليه ذلك وقالوا لو كان كما يزعم أنه رسول الله لكان مشتغلاً بالزهد وترك الدنيا فأجاب الله عز وجل عن هذه الشبهة ، وعما عابوه به بقوله عز وجل { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك } يا محمد { وجعلنا لهم أزواجاً وذرية } فإنه قد كان لسليمان عليه الصلاة والسلام ثلثمائة امرأة حرة وسبعمائة امرأة سرية فلم يقدح ذلك في نبوته وكان لأبيه داود عليه الصلاة والسلام مائة امرأة فلم يقدح ذلك أيضاً في نبوته فكيف يعيبون عليك ذلك ، ويجعلونه قادحاً في نبوتك والمعنى : ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك يأكلون ويشربون وينكحون ، وما جعلناهم ملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله } هذا جواب لعبد الله بن أبي أمية ، وغيره من المشركين الذي سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الآيات واقترحوا عليه أن يريهم المعجزات ، وتقدير هذا الجواب أن المعجزة الواحدة كافية في إثبات النبوة وقد أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعجزات كثيرة يعجز عن مثلها البشر ، فما لهم أن يقترحوا عليه شيئاً ، وإتيان الرسول بمعجزات ليس إليه بل هو مفوض إلى مشيئة الله عز وجل فإن شاء أظهرها وإن شاء لم يظهرها { لكل أجل كتاب } وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخوفهم بنزول العذاب عليهم فلما استبطئوا ذلك ، وقد كانوا يستعجلون نزوله أخبر الله عز وجل أن لكل قضاء قضاه كتاباً قد كتبه فيه ووقتاً يقع فيه لا يتقدم ولا يتأخر . والمعنى : أن لكل أجل أجله الله كتاباً قد أثبته فيه ، وقيل : في الآية تقديم وتأخير تقديره لكل كتاب أجل ومدة والمعنى أن الكتب المنزلة لكل كتاب منها وقت ينزل فيه .
{ يمحو الله ما يشاء ويثبت } وذلك أنهم لما اعترضوا على رسول الله فقالوا : إن محمداً يأمر أصحابه بأمر اليوم ثم يأمرهم بخلافه غداً ، وما سبب ذلك إلا أنه يقوله من تلقاء نفسه ، أجاب الله عن هذا الاعتراض بقوله :{ يمحو الله ما يشاء ويثبت } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.