الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَذُرِّيَّةٗۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ لِكُلِّ أَجَلٖ كِتَابٞ} (38)

قوله : { ولقد أرسلنا رسلا من قبلك } إلى قوله { وعلينا الحساب }[ 38-40 ] المعنى{[36505]} أن الله ( عز وجل ){[36506]} أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم ، أنه قد أرسل من قبله رسلا إلى أمم قبل أمته ، وأنهم{[36507]} بشر مثله : لهم أزواج وذرية ، وأنه لم يجعلهم{[36508]} ملائكة ، لا ينكحون ولا ينسلون ، ولم يكن { لرسول أن ياتي بآية إلا بإذن الله }[ 38 ] أي : ما يقدر أن يفعل ذلك رسول{[36509]} إلا بإذن الله .

والمعنى : لا يقدر رسول ( الله ){[36510]} أن يأتي بعلامة ، ( أو ){[36511]} آية : من تسيير الجبال ، ونقل بلدة إلى بلدة أخرى ، وإحياء الموتى ، وغير ذلك من الآيات التي سألت قريش النبي ( صلى الله عليه وسلم ){[36512]} .

{ إلا بإذن الله }{[36513]}[ 38 ] أي : ( إلا ){[36514]} بإذن الله له أن يسأل{[36515]} الآية فيعلم أن في ذلك صلاحا{[36516]} .

وقيل : إن هذا الكلام لفظه حظر{[36517]} ، ولا يجوز أن يخطر{[36518]} على أحد ما لا يقدر عليه{[36519]} . فظاهره خطر ، و{[36520]}معناه : نفي . وما كان لرسول{[36521]} أن يأتي بآية إلا بإذن الله . نفى الله ذلك عن الرسل وبرأهم منه ، ( ومثله ){[36522]} : { وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل }{[36523]} ، { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله }{[36524]} . وهو كثير في القرآن ، ظاهره الحظر ( والمنع ){[36525]} ، ومعناه النفي{[36526]} .

قوله : { لكل أجل كتاب }[ 38 ] أي : ( لكل أمر قضاه{[36527]} الله ، كتاب كتبه فهو عنده ){[36528]} وقيل : المعنى : لكل كتاب أنزل{[36529]} الله من السماء أجل{[36530]} :


[36505]:ق: والمعنى.
[36506]:ساقط من ق.
[36507]:ق: ولو أنهم.
[36508]:ق: أبلغهم.
[36509]:ق: رسولا.
[36510]:ساقط من ق.
[36511]:ساقط من ق.
[36512]:انظر هذا القول بتمامه في: جامع البيان 16/476.
[36513]:ط: عز وجل.
[36514]:ساقط من ط.
[36515]:ق: سئل.
[36516]:انظر هذا القول في: إعراب النحاس 2/359.
[36517]:ط: حضر.
[36518]:ق: يحضر.
[36519]:انظر هذا القول في: الجامع 9/215.
[36520]:ساقط من ق.
[36521]:ق: رسول.
[36522]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[36523]:آل عمران: 161.
[36524]:آل عمران: 145.
[36525]:ساقط من ق.
[36526]:كقوله تعالى: {ما كان الله ليذر المومنين على ما أنتم عليه} آل عمران: 179، وقوله: {وما كان لنا أن ناتيكم بسلطان إلا بإذن الله} إبراهيم: 11. وقوله: {وما كان لرسول أن ياتي بآية إلا بإذن الله} غافر: 77.
[36527]:ق: قضاء.
[36528]:وهو قول الحسن في الجامع 9/215 ولم ينسبه في جامع البيان 16/476.
[36529]:ط: أنزلناه.
[36530]:انظر هذا المعنى في: معاني الفراء 2/65، وجامع البيان 16/476، والجامع 9/215.