وقوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ) قال بعض أهل التأويل : تزل هذا ؛ وذلك أن اليهود عيروا رسول الله ، وطعنوه[ في الأصل وم : وطعنوا ] في كثرة النساء والأولاد ، وقالوا : لو كان نبيا على ما يزعم لكان لا يتمتع بالنساء ، ولا يطلب الأولاد ، كما يفعله غيره ، وما كانت النبوءة تشغله عن ذلك ، فأنزل الله ( ولقد أرسلنا ) الآية : أي الاستمتاع بالنساء ، واستكثاره[ في الأصل وم : واستكثارهم ] منهن لم يمنعه[ في الأصل وم : يمنع ] عن الاختصاص بالنبوءة والرسالة على ما لم يمنع غيره من الرسل الذين كانوا من قبله ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ) أي لا يملكون إنزال الآيات من أنفسهم . إنما يتولى الله إنزالها إن[ من م ، في الأصل : إذا ] شاء ذلك ، وهو قول عيسى حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( وأبرئ الأكمة والأبرص ) الآية[ آل عمران : 49 ] أخبر أن ما يأتي من الآيات إنما يأتيها بإذن الله وبأمره لا من نفسه .
ويحتمل[ الواو ساقطة من الأصل وم ] أن يكون جواب ما ذكر أهل التأويل وجواب غير ذلك أيضا ، وهو طعنهم الرسول بالأكل والشرب والمشي في الأسواق ، وسؤالهم الآيات التي سألوهم ، وجواب /266-أ/ إنكارهم الرسل من البشر .
يقول : لست أنت بأول رسول ، طعنت بما طعنك به قومك ، ولكن ما كان قبلك رسول طعنهم[ في الأصل وم : طعن ] به قومك ، وسؤالهم من الآيات ما سألك[ في الأصل وم : سأل ] به قومك ، فلم يكن ذلك لهم عذرا في رد ما ردوا وترك ما تركوا ، بل نزل بهم العذاب ، فعلى ذلك قومك .
وقوله تعالى : ( لكل أجل كتاب ) اختلف فيه : قال قائلون : لكل كتاب أجل ، وهي الكتب التي أنزلت على الرسل ، يعمل بها إلى وقت ثم تنسخ ، أو يترك العمل بها .
وقال قائلون : هو ما قال : ( لكل أجل كتاب ) أي لكل ذي أجل أجله إلى وقت اقتضائه ، ليس يراد به الكتابة باليد ، ولكن الإثبات كقوله : ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان )[ المجادلة : 22 ] أي أثبت ، ليس أن كتب هنالك باليد . فعلى ذلك قوله : ( لكل أجل كتاب ) أي إثبات إلى وقت .
ويحتمل قوله : ( لكل أجل كتاب ) لكل كتاب أجل ، أي لكل ما كتب له الأجل ، وجعل له الوقت من العذاب ، ينزل بالمعاندين[ في الأصل وم : من المعاندين ] ، والنصر للرسل ، فإنه لا يكون قبل ذلك الوقت ، ولا يتأخر أيضا عن ذلك الوقت ، وهو كقوله : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ) الآية[ الأعراف : 34 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.