صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ} (78)

{ ضرب لنا مثلا . . . } وضرب لنا ذلك الإنسان الخصيم المنكر للبعث مثلا . أي أورد في شأننا قصة هي كالمثل في الغرابة ، وهي إنكار إحيائنا العظام ، فقال منكرا : " من يحي العظام وهي رميم " ! ونسى خلقنا إياه من نطفة ، وتقليبه في أطوار شتى حتى صار إنسانا سويا . " رميم " أي بالية أشد البلى ، بمعنى فاعل ؛ من رم اللازم بمعنى بلى ، ولم تلحقه التاء لصيرورته بالغلبة اسما لما بلى من العظام فانسلخ عن الوصفية . أو بمعنى مفعول ؛ من رمّ المتعدى بمعنى أبلى . يقال : رمّه أي أبلاه ؛ فيستوى فيه المذكر والمؤنث .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ} (78)

{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ } المراد بالمثل المضروب ، تفتيت العظام . فقد فتّه بيده وذَراهُ في الهواء مستنكرا مكذبا وقد نسي أن خَلْقَهُ من ماء مهين مستقذر لهو أشدُّ هوانا من العظام النَّخِرة البالية ، وهو يسأل { مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } الرميم ، اسم لما بَلِيَ من العظام ؛ أي يسأل الإنسان الجاحد في تكذيب واستسخار : من ذا الذي يحيي هذه العظام بعد أن رمَّت وصارت رفاتا .