صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡ كَانَ خَيۡرٗا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيۡهِۚ وَإِذۡ لَمۡ يَهۡتَدُواْ بِهِۦ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَآ إِفۡكٞ قَدِيمٞ} (11)

{ لو كان خيرا } أي لو كان القرآن الذي جاء به محمد – صلى الله عليه وسلم – خيرا .

{ ما سبقونا إليه } أي ما سبقنا إليه أولئك الضعفاء الفقراء ؛ كعمار وبلال وأضرابهما{ فسيقولون هذا إفك قديم } أي فسيقول الكافرون الذين لم يهتدوا بالقرآن : هذا القرآن كذب قديم من أخبار الأولين ، نسبه محمد إلى ربه . وهو كقولهم : " أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا " {[319]} . والإفك : الكذب .


[319]:آية 5 الفرقان.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡ كَانَ خَيۡرٗا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيۡهِۚ وَإِذۡ لَمۡ يَهۡتَدُواْ بِهِۦ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَآ إِفۡكٞ قَدِيمٞ} (11)

قوله : { وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه } قال المشركون السفهاء ، التائهون في غرورهم وضلالهم –قالوا عن المؤمنين بالقرآن : لو كان هذا القرآن خيرا ما سبقنا إليه هؤلاء الأراذل والعالة . وهم يريدون بذلك بلالا وعمارا وصهيبا وخبابا ( رضي الله عنهم ) وأشباههم ونظراءهم من الفقراء والمستضعفين والعبيد . وذلكم خطأ فاحش وتصور مستهجن كان يغشى أذهان الجاهلين السفهاء وهم يحسبون أنهم بوجاهتهم المصطنعة الموهومة وبضلالهم وحماقتهم وما جمعوه من المال ، خير من الفقراء والمستضعفين المؤمنين .

قوله : { وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم } أي أن هؤلاء الضالين الجاهلين لما لم يقفوا على كمال القرآن لعجزهم وضلالهم ولم يصيبوا به الهدى عادوه ونسبوه إلى الكذب وقالوا إنه { إفك قديم } أي أكاذيب قديمة من أخبار الأولين . أو هو أساطير الأولين .