صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ} (4)

{ الذي أطعمهم من جوع } شديد كانوا فيه من قبل ؛ فشبعوا بسبب تينك الرحلتين اللتين تمكنوا منهما بواسطة كونهم من جيران البيت المعظم . { وآمنهم من خوف } عظيم ، وهو خوف التخطف في بلدهم بدعوة إبراهيم عليه السلام ؛ إذ قال : { رب اجعل هذا بلدا آمنا }{[414]} . أو في أسفارهم حيثما ارتحلوا . أو خوف أصحاب الفيل . والله أعلم .


[414]:آية 126 البقرة.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ} (4)

{ الذي أطعمهم من جوع } يحتمل أن يريد إطعامهم بسبب الرحلتين ، فقد روي : أنهم كانوا قبل ذلك في شدة وضيق حال حتى أكلوا الجيف ، ويحتمل أن يريد إطعامهم على الإطلاق ، فقد كان أهل مكة ساكنين بواد غير ذي زرع ، ولكن الله أطعمهم مما يجلب إليهم من البلاد ، بدعوة أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وهو قوله : { وارزقهم من الثمرات } [ إبراهيم : 37 ] .

{ وآمنهم من خوف } يحتمل أن يريد آمنهم من خوف أصحاب الفيل ، ويحتمل أن يريد آمنهم في بلدهم بدعوة إبراهيم في قوله : { رب اجعل هذا بلدا آمنا } [ البقرة : 126 ] وقد فسرناه في موضعه ، أو يعني : آمنهم في أسفارهم ؛ لأنهم كانوا في رحلتهم آمنين لا يتعرض لهم أحد بسوء ، وكان غيرهم من الناس تؤخذ أموالهم وأنفسهم . وقيل : آمنهم من الجذام ، فلا يرى بمكة مجذوما . قال الزمخشري : التنكير في جوع وخوف لشدتهما .