الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ} (4)

{ فَلْيَعْبُدُواْ } لام الأمر { رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ } .

أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد قال : حدّثنا أبو الفضل عبيد اللّه بن عبد الرحمن بن محمد قال : حدّثنا جعفر قال : سمعت ابن ملك بن دينار يقول : ما سقطت أُمة من عين اللّه سبحانه إلاّ ضرب أكبادها بالجوع .

{ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } وذلك أنهم كانوا يقولون : نحن قُطّان حرم اللّه سبحانه ، فلا يعرض لهم أحد في الجاهلية ، وإنْ كان الرجل ليصاب في الحي من أحياء العرب فقال : حرمي حرمي ، فيُخلّى عنه وعن ماله تعظيماً للحرم ، وكان غيرهم من قبائل العرب إذا خرج أُغير عليه .

وقال الضحّاك والربيع وشريك وسفيان : وآمنهم من الجذام ، فلا يصيبهم ببلدهم الجذام .

وأخبرنا أيضاً أبو الحسن المقري قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن عيسى المقري البروجردي ببغداد قال : حدّثنا أبو سعيد عمر بن مرداس قال : حدّثنا محمد بن بكير الحضرمي قال : حدّثنا القاسم بن عبد الله عن [ أبي ] بكر بن محمد عن سالم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " غبار المدينة يُبرئ من الجذام " .

وقال علي كرم الله وجهه : وآمنهم من [ خوف ] أن تكون الخلافة إلاّ فيهم .