صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيۡهِ لِبَدٗا} (19)

{ وأنه لما قام عبد الله } محمد صلى الله عليه وسلم ( يدعوه ) يعبد الله في صلاة الفجر بنخلة .

{ كادوا } أي الجن{ يكونون عليه لبدا } أي متراكمين من الازدحام عليه ؛ تعجبا مما شاهدوه من صلاته ، وسمعوه من قراءته ، ومن كمال اقتداء أصحابه به في الصلاة قياما وركوعا وسجودا ؛ إذ لم يكن لهم عهد بذلك من قبل . وقيل : الضمير في " كادوا " لكفار قريش والعرب ؛ أي وأنه لما قام يدعو لربه وحده ، وينذر من أشرك به ؛ كادوا لتظاهرهم عليه يزدحمون عليه متراكمين ليطفئوا نوره ، ولكن الله أبى إلا أن يتم نوره وينصره رسوله . و " لبدا " جمع لبدة – ككسرة وكسر - : وهي الجماعة ؛ شبهت الشيء الملبد بعضه على بعض .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيۡهِ لِبَدٗا} (19)

{ وأنه لما قام عبد الله يدعوه } عبد الله هنا محمد صلى الله عليه وسلم ووصفه بالعبودية اختصاصا له وتقريبا وتشريفا وقال الزمخشري : أنه سماه هنا عبد الله ولم يقل الرسول أو النبي لأن هذا واقع في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه لأنه مما أوحى إليه فذكر صلى الله عليه وسلم نفسه على ما يقتضيه التواضع والتذلل وهذا الذي قاله : بعيد مع أنه إنما يمكن على قراءة أنه لما قام بفتح الهمزة فيكون إخبارا من الله أو من جملة كلام الجن فيبطل ما قاله . { كادوا يكونون عليه لبدا } اللبد الجماعات واحدها لبدة والضمير في كادوا يحتمل أن يكون للكفار من الناس أي يكادوا يجتمعون على الرد عليه وإبطال أمره أو يكون للجن الذين استمعوا أي : كادوا يجتمعون عليه لاستماع القرآن والبركة به .