- ثم قال : ( وإنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا )
أي : لما قام ( محمد يدعو الله ) {[70942]} يقول : لا إله إلا الله ، كاد الجن يكونون على محمد لبدا ، أي جماعات بعضها فوق بعض {[70943]} .
وواحد لبد : لبدة {[70944]} . ويقال : لُبد –بضم اللام- واحدها {[70945]} لُبدة {[70946]} ، فمن كسر[ ( وإنه ) ] {[70947]} جعله من وقول الجن إخبارا من الله لنا عن قولهم ذلك ، ويكون المعنى على ما قال ابن جبير أن الجن رأوا {[70948]} النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأصحابه يصلون بصلاته فعجبوا من طوعهم له فقالوا لقومهم : وإنه لما قام عبد الله كاد أصحابه يكونون عليه لِبدا {[70949]} .
ويجوز الكسر {[70950]} ، وهو من كلام الله ، لا حكاية عن الجن ويكون المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قام يدعو إلى الله كاد الجن يكونون عليه لِبدا .
فأما من فتح فهو كلام الله أيضا على هذا المعنى ، أي : كاد الجن [ يركبون محمد من الحرص ] {[70951]} لما سمعوه يتلو القرآن فدنوا منه حتى كادوا يركبونه ، هذا معنى قول ابن عباس والضحاك {[70952]} ، فيكون الضميران في ( كادوا يكونون ) {[70953]}للجن .
وعن ابن عباس أيضا أن معناه ( أن ) {[70954]} الجن قالوا لقومهم ، إن محمدا لما قام يدعو الله كاد أصحابه يركبونه لتقربهم منه وطوعهم له ، فيكون الضميران لأصحاب النبي صلى الله عليه سلم وهو قول ابن جبير {[70955]} .
[ وعن ابن عباس ( لبدا ) : أعوانا ] {[70956]} .
وقال قتادة : معناه أن الله أعلم أن الجن والإنس يتظاهرون عليه ليبطلوا ما جاءهم( به ) {[70957]} لما دعا إلى الله ، والله ناصره عليهم {[70958]} .
وقيل : إن ذلك للعرب خاصة أرادوا أن يطفئوا النور الذي جاء به النبي صلة الله عليه وسلم وهو اختيار الطبري {[70959]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.