{ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ } يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم { يَدْعُوهُ } يقول : لا إله إلاّ الله ويدعوا إليه ويقرأ القرآن { كَادُواْ } يعني : الجن { يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً } أي يركبون بعضهم بعضاً ، ويزدحمون ويسقطون حرصاً منهم على استماع القرآن .
قاله الضحاك ورواه عطية عن ابن عباس .
سعيد بن جبير عنه : هذا من قول النفر من الجن لما رجعوا إلى قومهم أخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له واهتمامهم به في الركوع والسجود واقتدائهم به في الصلاة .
وقال الحسن وقتادة وابن زيد : يعني لما قام عبد الله بالدعوة تلبّدت الجن والإنس ، وتظاهروا عليه ليبطلوا الحقّ الذي جاءهم به ، ويطفئوا نور الله فأبى الله إلاّ أن يتم هذا الأمر وينصره ويظهره على من ناواه .
وأصل اللبد : الجماعات بعضها فوق بعض ، ومنه قيل للجراد الكبير : لبدٌ ، وتلبد الشعر إذا تراكم . ومنه سمي اللبد لبداً ، كما ويقال للشعر على الأسد : لبدة وجمعها لبدٌ ، قال زهير :
لدى أسد شاك السلاح خبان *** له لبد أظفاره لم تُقلّم
وفيه أربع لغات : لِبَدٌ بكسر اللام وفتح الباء و [ هي ] قراءة العامة واختيار أبي عبيدة وأبي حاتم واحدتها لِبدة بكسر اللام ، ولُبد بضم اللام وفتح الباء وهي قراءة مجاهد وابن محيص وواحدتها لبدة بضم اللام ، ولُبُد بضم اللام والباء وهي قراءة أبي حيوة واحدتها لبيد ، ولُبّد بضم اللام وتشديد الباء وهي قراءة الحسن وأبي جعفر وواحدها لابد مثل راكع رُكع وساجد وسُجد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.