التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيۡهِ لِبَدٗا} (19)

قوله تعالى { وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا . . . }

قال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثني أبو الوليد ، حدثنا أبو عوانه ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنّ ولا رآهم ، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأُرسلت عليهم الشُهب ، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم ؟ قالوا : حيل بيننا وبين خبر السماوات وأُرسلت علينا الشهب ، فقالوا : ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا أمر حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء ؟ قال : فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء ، فانصرف أولئك النفر الذين توجّهوا إلى نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخله عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له ، فقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء . قال : فهناك رجعوا إلى قومهم ، فقالوا : { يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } فأنزل الله على نبيه { قل أوحي إليّ أنه استمع } وإنما أُوحي إليه قول الجن قال : وبهذا الإسناد عن ابن عباس قال قول الجن لقومهم { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } قال : لما رأوه يصلي وأصحابه يصلون بصلاته فيسجدون بسجوده ، قال : فعجبوا من طواعية أصحابه له قالوا لقومهم { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } .

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . ( السنن 5/426- 427 ك التفسير ) ، وصححه الألباني في ( صحيح سنن الترمذي ) ، وأخرجه أحمد في مسنده من طريق أبي عوانه ، وصححه أحمد شاكر ح 2431 ، وأخرجه مسلم في صحيحه – ك الصلاة ، ب الجهر بقراءة الصبح 2/36 طبعه المكتب التجاري بيروت ) من طريق أبي عوانه به ، سبب نزول قوله تعالى { وأنه استمع نفر من الجنة } . ونقل ابن كثير عن البيهقي قال : وهذا الذي حكاه ابن عباس رضي الله عنهما إنما هو في أول ما سمعت الجن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمت حاله وفي ذلك الوقت لم يقرأ عليهم ولم يرهم ثم بعد ذلك أتاه داعي الجن فقرأ عليهم ودعاهم إلى الله عز وجل كما رواه ابن مسعود رضي الله عنه ( انظر تفسير ابن كثير 7/274 ) أما حديث ابن مسعود فقد تقدم في سورة الأحقاف آية ( 29 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله { وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } قال : تلبدت الإنس والجن على هذا الأمر ليطفئوه ، فأبي الله إلا أن ينصره ويمضيه ، ويظهره على من ناوأه .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قوله : { كادوا يكونوا عليه لبدا } يقول : أعوانا .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ، قوله { كادوا يكونون عليه لبدا } .

قال : جميعا .