صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ} (4)

{ حمالة الحطب } منصوب على الذم . وكانت شديدة العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . تحمل بنفسها حزمة الشوك والحسك والسعدان فتنشره بالليل في طريقه صلى الله عليه وسلم لتؤذيه بذلك . وقرئ بالرفع صفة ل { وامرأته } ، أو خبر مبتدإ محذوف ؛ أي هي حمالة الحطب ، وقيل : كانت تمشي بالنميمة ، وتلقي العداوة بين الناس ، وتوقد نارها كما يوقد النار الحطب ، وهي من كبائر الذنوب ؛ فاستعير الحطب للنميمة . يقال : فلان يحطب بفلان ، إذا كان يغرى به . وقيل : حمالة الخطايا والذنوب ؛ من قولهم : فلان يحطب على ظهره ، إذا كان يكتسب الآثام والخطايا ؛ فاستعير الحطب للخطايا ؛ لأن كلا منهما مبدأ للإحراق .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ} (4)

امرأته : أروى بنت حرب ، أُم جميل أخت أبي سفيان .

حمالة الحطَب : التي تسعى بالنميمة والفتنة بين الناس .

وستعذَّب امرأتُه ، أم جميل العَوراء ، بهذه النار أيضا ، لشدة عدائها للرسول الكريم ، ولِما كانت تسعى بالنَّميمة والفتنة لإطفاء دعوةِ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .

قال ابنُ عباس ومجاهد وقتادة والسُدّي : كانت تمشي بالنميمة بين الناس . والعربُ تقول : فلان يَحْطِب على فلانٍ ، إذا حَرَّضَ عليه .

وفي الحديث الصحيح : « لا يدخُل الجنّةَ نمّام » ، وقال : « ذو الوجهينِ لا يكونُ عند الله وَجِيها » ، والنميمةُ من الكبائر .

وقيل أيضا : إن أُمَّ جميل هذه كانت تحمِل حُزَمَ الشوكِ والحَطَب ، وتنثُرها باللّيل في طريق رسولِ الله لإيذائه . لذلك فإنّ في عنقِها يوم القيامة حَبلاً تُشَدّ به إلى النار ، وبئس القرار .

قراءات :

قرأ عاصم : { حمّالة } بنصب التاء ، على الذم . وقرأ الباقون : { حمالة } بالرفع ، صفة لامرأته .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ} (4)

{ وامرأته } أم جميل ابنة حرب بن أمية أخت أبي سفيان . { حمالة الحطب } قال زيد والضحاك : كانت تحمل الشوك والعضاة فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لتعقرهم ، وهي رواية عطية عن ابن عباس . وقال قتادة ، ومجاهد ، والسدي : كانت تمشي بالنميمة ، وتنقل الحديث ، فتلقي العداوة بين الناس ، وتوقد نارها كما توقد النار بالحطب . يقال : فلان يحطب على فلان ، إذا كان يغري به . وقال سعيد بن جبير : حمالة الخطايا ، دليله : قوله : { وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم }( الأنعام- 31 ) . قرأ عاصم { حمالة } بالنصب على الذم ، كقوله : ملعونين . وقرأ الآخرون بالرفع ، وله وجهان : أحدهما { سيصلى ناراً } هو وامرأته { حمالة الحطب } والثاني : وامرأته حمالة الحطب في النار أيضاً .