لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ} (4)

{ وامرأته } يعني أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان بن حرب عمة معاوية بن أبي سفيان ، وكانت في نهاية العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . { حمالة الحطب } قيل : كانت تحمل الشّوك والحسك والعضاه باللّيل ، فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لتؤذيهم بذلك ، وهي رواية عن ابن عباس ، فإن قلت : إنها كانت من بيت العز والشرف ، فكيف يليق بها حمل الحطب ؟ قلت : يحتمل أنها كانت مع كثرة مالها وشرفها في نهاية البخل والخسة ، فكان يحملها بخلها على حمل الحطب بنفسها ، ويحتمل أنها كانت تفعل ذلك لشدّة عداوتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا ترى أنها تستعين في ذلك بأحد ؛ بل تفعله هي بنفسها ، وقيل : كانت تمشي بالنميمة ، وتنقل الحديث ، وتلقي العداوة بين النّاس ، وتوقد نارها ، كما توقد النار الحطب ، يقال : فلان يحطب على فلان ، إذا كان يغري به ، وقيل : حمالة الخطايا والآثام التي حملتها في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها كانت كالحطب في مصيرها إلى النار .