فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ} (4)

{ وامرأته حمالة الحطب } معطوف على الضمير في يصلى ، وجاز ذلك للفصل ، أي وتصلى امرأته نارا ذات لهب ، وهي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان ، وكانت عوراء تحمل العضى والشوك والسعدان فتطرحها بالليل على طريق النبي صلى الله عليه وسلم ، كذا قال ابن زيد والضحاك والربيع بن أنس ومرة الهمداني .

وقال مجاهد وقتادة والسدي : إنها كانت تمشي بالنميمة بين الناس ، والعرب تقول : فلان يحطب على فلان إذا نم به . وقال سعيد بن جبير : معنى حمالة الحطب أنها حمالة الخطايا والذنوب ، من قولهم : فلان يحتطب على ظهره ، كما في قوله { وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم } . وقيل : المعنى حمالة الحطب في النار .

قرأ الجمهور { حمالة } بالرفع على الخبرية على أنها جملة مسوقة للإخبار بأن امرأة أبي لهب حمالة الحطب ، وأما على ما قدمنا من عطف { وامرأته } على الضمير في ( يصلى ) فيكون رفع { حمالة } على النعت لامرأته ، والإضافة حقيقية ؛ لأنها بمعنى المضي ، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي هي حمالة .

وقرأ عاصم بالنصب على الذم ، أو على أنه حال من امرأته ، وقرئ ( حاملة الحطب ) . وعن ابن عباس في الآية قال : كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لتعقره وأصحابه ، وقال : ( حمالة الحطب ) : نقالة الحديث .