غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ} (4)

1

ثم إن امرأة أبي لهب أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان بن حرب عمة معاوية كانت في غاية العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن المفسرين من قال : كانت تحمل الشوك والحطب وتلقيهما بالليل في طريق النبي صلى الله عليه وسلم ، فلعلها مع كونها من بيت العز كانت خسيسة ، أو كانت لشدة عداوتها تحمل بنفسها الشوك والحطب لتلقيه في طريق الرسول صلى الله عليه وسلم .

ثم من هؤلاء من زعم أن الحبل اشتد في جيدها فماتت بسبب الاختناق ، فقوله { في جيدها حبل من مسد } يحتمل على هذا أن يكون دعاء عليها ، وقد وقع كما أريد ، وكان معجزاً .

ومنهم من قال : عيرها بذلك تشبيهاً لها بالحطابات ، وإيذاء لها ولزوجها . وعن قتادة أنها كانت تعير رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر ، فعيرها بأنها كانت تحتطب .