صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} (3)

وجواب القسم قوله تعالى : { ما ودعك ربك } ما تركك منذ اختارك ؛ من التوديع وهو الأصل : الدعاء للمسافر ببلوغ الدعة وخفض العيش . ثم تعورف في تشييع المسافر وتركه ، ثم استعير للترك مطلقا . وقرئ " ودعك " بالتخفيف بمعناه . { وما قلى } ما أبغضك ربك منذ أحبك ؛ من القلى وهو شدة البغض . يقال : قلاه يقليه قلى وقلاء ، أبغضه وكرهه غاية الكراهة . كما تقول : قريت الضيف أقريه قرى وقراء .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} (3)

ما ودّعك ربك : ما تركك .

وما قلَى : ما أَبغضك .

إنه ما ترككَ أيها الرسول ، وما أبغضَك .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} (3)

{ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ } أي : ما تركك منذ اعتنى بك ، ولا أهملك منذ رباك ورعاك ، بل لم يزل يربيك أحسن تربية ، ويعليك درجة بعد درجة .

{ وَمَا قَلا } ك الله أي : ما أبغضك منذ أحبك ، فإن نفي الضد دليل على ثبوت ضده ، والنفي المحض لا يكون مدحًا ، إلا إذا تضمن ثبوت كمال ، فهذه حال الرسول صلى الله عليه وسلم الماضية والحاضرة ، أكمل حال وأتمها ، محبة الله له واستمرارها ، وترقيته في درج{[1447]}  الكمال ، ودوام اعتناء الله به .


[1447]:- في ب: درجات.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} (3)

قوله تعالى :{ ما ودعك ربك وما قلى } هذا جواب القسم ، أي ما تركتك منذ اختارك ولا أبغضك منذ أحبك .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} (3)

{ ما ودعك ربك وما قلى } بتشديد الدال من الوداع وقرئ بتخفيفها بمعنى ما تركك ، والوداع مبالغة في الترك .

{ وما قلى } أي : ما أبغضبك وحذف ضمير المفعول من قلى ، وآوى ، وهدى ، وأغنى ، اختصارا لظهور المعنى ولموافقة رؤوس الآي وسبب الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبطأ عليه الوحي ، فقالت قريش : إن محمدا ودعه ربه وقلاه فنزلت الآية تكذيبا لهم : وقيل : رمي عليه الصلاة والسلام بحجر في أصبعه فدميت فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم فقالت امرأة : ما أرى شيطان محمد إلا قد تركه فنزلت الآية .