الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ} (3)

«ما ودّعك » جواب القسم . ومعناه : ما قطعك قطع المودع . وقرىء بالتخفيف ، يعني : ما تركك . قال :

وَثَمَّ وَدَعْنَا آلَ عَمْرٍو وَعَامِرٍ *** فَرَائِسَ أَطْرَافِ الْمُثَقَّفَةِ السُّمْرِ

والتوديع : مبالغة في الودع ؛ لأنّ من ودّعك مفارقاً فقد بالغ في تركك . روى : أنّ الوحي قد تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً ، فقال المشركون : إنّ محمداً ودعه ربه وقلاه . وقيل :

إنّ أم جميل امرأة أبي لهب قالت له : يا محمد ، ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك ، فنزلت . حذف الضمير من قلى } كحذفه من ( الذاكرات ) في قوله : { والذاكرين الله كثيراً والذاكرات } [ الأحزاب : 35 ] يريد : والذاكراته ونحوه : ( فآوى . . . فهدى . . . فأغنى ) وهو اختصار لفظي لظهور المحذوف .