صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وآياتها ثلاث .

والعصر ( 1 ) إن الإنسان لفي خسر ( 2 ) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( 3 )

{ والعصر } أقسم الله بصلاة العصر لفضلها ؛ لأنها الصلاة الوسطى عند الجمهور . أو بوقتها ؛ " لفضيلة صلاته ، كما أقسم بالضحى ، أو بعصر النبوة ؛ لأفضليته بالنسبة لما سبقه من العصور ، أو بالزمان كله ؛ لما يقع فيه من الأقدار الدالة على عظيم القدرة الباهرة .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة العصر ، مكية وآياتها ثلاث ، نزلت بعد سورة { ألم نشرح } وفي هذه السورة القصيرة منهج كامل للحياة البشرية الفاضلة ، فهي تضع الدستور الإسلامي كله في كلمات قصار ، فيها قواعد ثابتة لو عمل بها البشر لعاشوا في مجتمع فاضل متكامل . وهي : الإيمان ، والعمل الصالح ، والتواصي بالحق ، والاعتصام بالصبر . فهذه القواعد أسس ثابتة للدين والفضيلة . وقد قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : " لو تدبّر الناس هذه السورة لوسعتهم " . ولجلالة ما جمعت هذه السورة كان الرجلان من الصحابة الكرام إذا التقيا لم يتفرّقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة { والعصر } ، ثم يسلّم أحدهما على الآخر . وذلك ليذكّر الواحد منهما صاحبه بما يجب أن يكون عليه ، ثم يمضي كل إلى طريقه .

العصر : الدهر ، والزمان يُنسَب إلى دولة أو ملك . . يقال : العصر العباسي ، وعصر الملك فلان ، والعصر الجيولوجي الخ ، والوقت في آخر النهار إلى احمرار الشمس .

لقد أقسم اللهُ تعالى بالعصْرِ لما فيه من عجائبَ وعبَرٍ تدلّ على قدرة الله وحكمته ، وما فيه من سرّاء وضَرّاء ، وصحة وسُقْم ، وراحة وتعب ، وحزنٍ وفزع . . إلى غير ذلك . وقال بعض المفسّرين : أقسَم بآخرِ النهار ، كما أقسَم بالضحى . . .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة والعصر ، [ وهي ] مكية .

{ 1 - 3 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } .

أقسم تعالى بالعصر ، الذي هو الليل والنهار .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية . وقال قتادة : مدنية ، وروي عن ابن عباس ، وهي ثلاث آيات .

فيه مسألتان :

الأولى- قوله تعالى : " والعصر " أي الدهر ، قاله ابن عباس وغيره . فالعصر مثل الدهر ، ومنه قول الشاعر :

سبيلُ الهَوَى وعْرٌ وبحرُ الهَوَى غَمْرُ*** ويومُ الهَوَى شهرٌ وشهرُ الهوى دَهْرُ

أي عصر أقسم الله به عز وجل ؛ لما فيه من التنبيه بتصرف الأحوال وتبدلها ، وما فيها من الدلالة على الصانع . وقيل : العصر : الليل والنهار . قال حميد بن ثور :

ولن يَلْبَثَ العصران : يومٌ وليلةٌ *** إذا طَلَبَا أن يُدرِكَا ما تَيَمَّمَا

والعصران أيضا : الغداة والعشي . قال :

وأمْطُلَهُ العَصْرَيْن حتى يَمَلَّنِي *** ويرضى بنصفِ الدَّيْنِ والأنفُ رَاغِمُ

يقول : إذا جاءني أول النهار ووعدته آخره . وقيل : إنه العشي ، وهو ما بين زوال الشمس وغروبها . قاله الحسن وقتادة . ومنه قول الشاعر :

تَرَوَّحْ بِنَا يا عَمْرُو قد قَصُرَ العَصْرُ*** وفي الروحة الأولى الغنيمةُ والأجرُ

وعن قتادة أيضا : هو آخر ساعة من ساعات النهار . وقيل : هو قسم بصلاة العصر ، وهي الوسطى ؛ لأنها أفضل الصلوات ، قاله مقاتل . يقال : أذن للعصر ، أي لصلاة العصر . وصليت العصر ، أي صلاة العصر . وفي الخبر الصحيح " الصلاة الوسطى صلاة العصر " . وقد مضى في سورة " البقرة " {[16356]} بيانه .

وقيل : هو قسم بعصر النبي صلى الله عليه وسلم ، لفضله بتجديد النبوة فيه . وقيل : معناه ورب العصر .

الثانية : قال مالك : من حلف ألا يكلم رجلا عصرا لم يكلمه سنة . قال ابن العربي : إنما حمل مالك يمين الحالف ألا يكلم امرأ عصرا على السنة ؛ لأنه أكثر ما قيل فيه ، وذلك على أصله في تغليظ المعنى في الأيمان . وقال الشافعي : يبر بساعة ، إلا أن تكون له نية ، وبه أقول ، إلا أن يكون الحالف عربيا ، فيقال له : ما أردت ؟ فإذا فسره بما يحتمله قبل منه ، إلا أن يكون الأقل ، ويجيء على مذهب مالك أن يحمل على ما يفسر . والله أعلم .


[16356]:راجع جـ 3 ص 210.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

لما كانت لذة هذه الدنيا الظاهرة التنعم بما فيها من المتاع ، وكان الإنسان مسؤولاً بما شهد به ، ختم التكاثر عن ذلك النعيم متوعداً برؤية الجحيم ، فكان ساكن هذه الدار على غاية الخطر ، فكان نعيمه في غاية الكدر ، قال دالاًّ على ذلك بأن أكثر الناس هالك ، مؤكداً بالقسم والأداة لما للأغلب من التكذيب لذلك ، إما بالقال أو بالحال : { والعصر * } أي الزمان الذي خلق فيه أصله آدم عليه الصلاة والسلام ، وهو في عصر يوم الجمعة كما ورد في الحديث الصحيح في مسلم ، أو الصلاة الوسطى ، أو وقتها الذي هو زمان صاحب هذا الشرع الذي مقداره فيما مضى من الزمان بمقدار وقت العصر من النهار أو بعضه ، أو زمان كل أحد الذي هو الخلاصة بالنسبة إليه ، تنبيهاً له على نفاسته ، إشارة إلى اغتنام إنفاقه في الخير إشفاقاً من الحشر ، أو وقت الأصيل ؛ لأنه أفضله بما يحويه من الفراغ من الأشغال واستقبال الراحة والحصول على فائدة ما أنفق فيه ذلك النهار ، وبما دل عليه من طول الساعة وربح من كان له فيها بضاعة باختتام الأعمال وتقوض النهار ، والدال على البعث ، أو جميع الدهر الذي أوجد فيه سبحانه وتعالى المخلوقات ، وقدر فيه المقدورات بما ظهر فيه من العجائب الدالة على ما لله تعالى من العز والعظمة الداعي إلى صرف الهمة إليه وقصرها عليه .