صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

{ ثم ارجع البصر كرتين } أي رجعتين أخريين . والمراد : كرره مرة بعد أخرى ؛ فانظر هل ترى فيها خللا أو وهنا أو عيبا . والكره : المرة من الكر ، وهو العطف على الشيء بالذات أو الفعل ، والرجوع إليه . { ينقلب إليك البصر خاسئا } يعد إليك البصر صاغرا مبعدا من إصابة ما التمسه من العيب والخلل [ آية 25 البقرة ص 32 ] . يقال : خسأت الكلب ، أبعدته وطردته . وخسأ الكلب بنفسه – من باب قطع – فانخسأ . { وهو حسير } كليل منقطع من كثرة المراجعة والمعاودة ، لم يدرك ما طلب ؛ من حسر بصره يحسر حسورا : إذا كل وانقطع من طول المدى .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

ثم ارجع البصرَ كرّتين : ثم أعد النظر مرة بعد مرة ، وليس المراد مرتين فقط . ينقلب إليك : يرجع إليك .

خاسئا : صاغراً ذليلا .

وهو حسير : وهو كليل ، ضعيف .

{ ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ }

ثم أعِد البصرَ مرّاتٍ ومرات ، وفكر في هذا الصنع البديع ، يرجعْ إليك البصرُ وهو صاغرٌ وكليل . . . . ولا يمكن أن ترى فيها أيَّ خللٍ أو عيب .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

{ ثم ارجع البصر } كرر النظر { كرتين } مرتين { ينقلب إليك البصر } ينصرف ويرجع { خاسئا } صاغرا ذليلا { وهو حسير } أي وقد أعيا من قبل أن يرى في السماء خللا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

ولما كان في سياق المجازاة بالأعمال الصالحة والطالحة التي دل{[66759]} عدم الانتصاف من الظالمين في هذه الدار على أنها تكون بعد البعث وكانت العزة مقتضية لذلك ، وكان خلقه سبحانه وتعالى لهذا الوجود على هذا النظام مثبتاً لها ، وكانت أعمالهم أعمال المنكر لها ، ولا سيما تصريحهم بأنه لا بعث ، دل على عظمة عزته{[66760]} بما أبدعه من هذا السقف الرفيع البديع ، ثم بجعله محفوظاً هذا الحفظ المنيع ، على تعاقب الأحقاب{[66761]} وتكرر{[66762]} السنين ، فقال معبراً بأداة التراخي دالاً على جلاله بإدامة التكرير طول الزمان : { ثم ارجع البصر } وأكد ما{[66763]} أفهمته الآية من طلب التكرير بقوله تعالى : { كرتين } أي مرتين أخريين - هذا مدلولها لغة ، وبالنظر إلى السياق علم أن المرد مرة بعد مرة لا تزال{[66764]} تكرر ذلك لارتياد الخلل لا إلى نهاية ، كما أن " لبيك " مراد به إجابة إلى غير غاية ، وعلى ذلك دل قوله سبحانه وتعالى : { ينقلب إليك } أي من غير اختيار بل غلبة وإعياء وانكسار ، { البصر خاسئاً } أي صاغراً مطروداً ذليلاً{[66765]} بعيداً عن إصابة المطلوب { وهو } أي والحال أنه { حسير * } أي كليل تعب معيى من طول المعاودة وتدقيق النظر وبعد المسرح ، وإذا كان هذا الحال في بعض المصنوع فكيف يطلب{[66766]} العلم بالصانع في كماله من جلاله وجماله ، فكيف بمن يتفوه بالحلول أو الاتحاد حسبه جهنم وبئس المهاد .


[66759]:- زيد في الأصل: عليها، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[66760]:- من ظ وم، وفي الأصل: عزة.
[66761]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأحكام.
[66762]:- من م، وفي الأصل وظ: تكرير.
[66763]:- من ظ وم، وفي الأصل: بما.
[66764]:- من ظ وم، وفي الأصل: لا ترك.
[66765]:- زيدت من ظ و م.
[66766]:- في م: عند طلب.