{ ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ } أي رجعتين مرّة بعد مرّة ، وانتصابه على المصدر ، والمراد بالتثنية : التكثير ، كما في لبيك وسعديك : أي رجعة بعد رجعة وإن كثرت . ووجه الأمر بتكرير النظر على هذه الصفة ، أنه قد لا يرى ما يظنه من العيب في النظرة الأولى ولا في الثانية ، ولهذا قال أوّلاً : { مَّا ترى فِي خَلْقِ الرحمن مِن تفاوت } ثم قال ثانياً : { فارجع البصر } ثم قال ثالثاً : { ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ } فيكون ذلك أبلغ في إقامة الحجة ، وأقطع للمعذرة { يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا } أي يرجع إليك البصر ذليلاً صاغراً عن أن يرى شيئًا من ذلك ، وقيل : معنى خاسئاً : مبعداً مطروداً عن أن يبصر ما التمسه من العيب ، يقال : خسأت الكلب : أي أبعدته وطردته . قرأ الجمهور { يَنْقَلِبْ } بالجزم جواباً للأمر . وقرأ الكسائي في رواية بالرفع على الاستئناف { وَهُوَ حَسِيرٌ } أي كليل منقطع . قال الزجاج : أي وقد أعيا من قبل أن يرى في السماء خللاً ، وهو فعيل بمعنى فاعل من الحسور ، وهو الإعياء ، يقال : حسر بصره يحسر حسوراً : أي كلّ وانقطع ، ومنه قول الشاعر :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.