الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

- ( ثم قال تعالى : ( ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) {[69340]} [ 4 ] .

أي : ثم رد البصر يا ابن آدم مرتين مرة بعد أخرى ، هل ترى من شقوق ، أو وَهْيٍ {[69341]} في الخلق أو تفاوت ؟ !

( ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) أي : يرجع إليك البصر صاغرا متبعدا عن أن يجد تفاوتا أو شقوقا . من قولهم للكلب : " اخسأ " إذا طردوه ، أي : أبعد صاغرا . يقال : خسأته {[69342]} فخسأ {[69343]} .

وقول : ( وهو حسير ) {[69344]} أي : معي {[69345]} .

( وقال ابن عباس : " ( خاسئا ) : ذليلا ( وهو حسير )أي : مرجف {[69346]} .

وقال : معناه {[69347]} : ( ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) ، أي : معي ) {[69348]} ، وعنه قول ابن عباس {[69349]} .

يقال : حسير ومحسور للرجل إذا بلغ غاية الإعياء {[69350]} .


[69340]:-ما بين قوسين( ثم قال – حسير ) ساقط من أ.
[69341]:-أ: أي وهي.
[69342]:-أ: حساله.
[69343]:- انظر: معاني الأخفش 2/711, والغريب لابن قتيبة, ص: 474, وجامع البيان 29/3 29/3, ومفردات الراغب, ص: 148( خساء), واللسان:( خَسَأَ) قال:( ( وخَسَاءُ الكلب بِنَفْسه يَخْساء خُسُوءا, يتعدى و لا يتعدى)).
[69344]:-أ: ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير.
[69345]:- جامع البيان29/3, وأخرجه بهذا اللفظ عن قتادة.
[69346]:- جامع البيان 29/3.
[69347]:-كذا في النسخ ولعل الأنسب أن يقول: معنى.
[69348]:-ما بين قوسين( وقال ابن عباس- أي معي) ساقط من أ, وانظر: جامع البيان 29/3.
[69349]:- الذي في جامع البيان 29/3 عن قتادة في قوله:( خاسئا) قال: صاغرا,( وهو حسير) يقول: معي لم ير خللا ولا تفاوتا)
[69350]:-انظر اللسان:( حسر), قال:(( والحَسْر والحَسَر والحسور: الإعياء والتعب)).