صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

{ اتخذتم آيات الله هزوا } مهزوءا بها ، ولم ترفعوا لها رأسا . { ولا هم يستعتبون } أي لا يطلب منهم أن يزيلوا عتب ربهم عليهم ؛ وهو كناية عن إرضائه تعالى . أي لا يطلب منهم إرضاؤه عز وجل في ذلك اليوم لفوات أوانه [ آية 84 النحل ص 442 ] .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

{ ذَلِكُمْ } الذي حصل لكم من العذاب { ب } سبب { أنكم اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا } مع أنها موجبة للجد والاجتهاد وتلقيها بالسرور والاستبشار والفرح .

{ وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } بزخارفها ولذاتها وشهواتها فاطمأننتم إليها ، وعملتم لها وتركتم العمل للدار الباقية .

{ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي : ولا يمهلون ولا يردون إلى الدنيا ليعملوا صالحا .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

وقوله { ولا هم يستعتبون } أي لا يلتمس منهم عمل ولا طاعة

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

ولما ذكر جزاءهم على ما هو الحق المساوي{[58402]} لأعمالهم طبق الفعل بالفعل ، علله بما لزم على{[58403]} أعمالهم فقال : { ذلكم } أي العذاب العظيم { بأنكم اتخذتم } أي بتكليف منكم لأنفسكم وقسر على خلاف ما أدى إليه العقل ، وجاءت به الرسل ، وساعدت عليه الفطر الأول{[58404]} { آيات الله } أي الملك الأعظم {[58405]}الذي لا شيء أعظم منه{[58406]} { هزواً } أي جعلتموها عين ما أنزلت للإبعاد منه { وغرتكم } لضعف عقولكم { الحياة الدنيا } أي الدنية فآثرتموها لكونها حاضرة وأنتم كالبهائم لا يعدو نظركم المحسوس فقلتم : لا حياة غيرها ولا بعث ولا حساب ، ولو تعقلتم وصفكم لها لأداكم إلى الإقرار بالأخرى .

ولما أوصلهم إلى هذا الحد من الإهانة ، سبب عنه زيادة في إهانتهم وتلذيذاً لأوليائه الذين {[58407]}عادوهم فيه{[58408]} وإشماتاً لهم بهم : { فاليوم } بعد إيوائهم فيها { لا يخرجون } بمخرج ما { منها } لأن الله لا يخرجهم ولا يقدر غيره على ذلك { ولا هم } خاصة{[58409]} { يستعتبون * } أي يطلب من طالب ما منهم الإعتاب ، وهو الاعتذار بما يثبت لهم العذر ويزيل عنهم العتب الموجب للغضب بعمل من الأعمال الصالحات ؛ لأنهم في دار الجزاء لا دار العمل .


[58402]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: المتساوي.
[58403]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: من.
[58404]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: الأولى.
[58405]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58406]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58407]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عاهدوهم.
[58408]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: عاهدوهم.
[58409]:زيد في الأصل: لغيظهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.