فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗا وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ فَٱلۡيَوۡمَ لَا يُخۡرَجُونَ مِنۡهَا وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (35)

{ ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا } أي ذلك العذاب العظيم ، بسبب أنكم اتخذتم القرآن هزوا ولعبا { وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } أي خدعتكم بزخارفها وأباطيلها فظننتم أنه لا دار غيرها ولا بعث ولا نشور .

{ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا } أي من النار ، قرأ الجمهور بضم الياء ، وفتح الراء مبنيا للمفعول وقرئ الياء وضم الراء مبنيا للفاعل وهما سبعيتان . والالتفات من الخطاب على الغيبة لتحقيرهم ، وللإيذان بإسقاطهم عن رتبة الخطاب { وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي لا يسترضون ولا يطلب منهم الرجوع إلى طاعة الله ؛ لأنه يوم لا تقبل فيه توبة ولا تنفع فيه معذرة .